انطلقت، مساء أمس السبت، فعاليات مؤتمر «فلسطين واستدامة الصمود»، الذي تنظمه الحركة الدستورية الإسلامية، والمنبر الديمقراطي الكويتي، في فندق الريجنسي بالكويت، بمشاركة نواب ونخبة من السياسيين والقانونيين والناشطين في القضية الفلسطينية داخل الكويت وخارجها.
قضية جامعة
وقال الأمين العام للحركة الدستورية الإسلامية مساعد السعيدي، في تصريح لـ«المجتمع»: إن مؤتمر «فلسطين واستدامة الصمود» يأتي لنصرة القضية الفلسطينية وإخواننا المستضعفين في غزة ونصرة المقاومة.
وأضاف أن هذا المؤتمر الأول الذي يعقد في الكويت بهذه الصيغة التشاركية بين تيارين سياسيين؛ وهو ما يدعو للتفاؤل للمستقبل بأن الحركة السياسية الكويتية تمر بمرحلة ناضجة تصل إلى إقامة فعاليات مشتركة، مشيراً إلى أن القضية الفلسطينية لا شك أنها قضية جامعة وحدت القوى.
وأكد أهمية العمـل علـى الإسناد العملـي الدائـم والمستمر للمقاومـة الفلسـطينية انطلاقاً مـن حقهـم الأصيل فـي دفـع الصائـل ومواجهـة الاحتلال الآثم حتـى زوالـه.
ودعا السعيدي إلى اسـتمرار التفاعـل مـع الجهود الشـعبية بالاعتصام والحشد والتوعيـة الجماهيرية، وتقديم الروايـة الحقيقية للقضيـة الفلسـطينية، واسـتمرار وتنـوع العـون الإغاثي والإنساني، وتسـخير كافـة السـبل التـي تضمـن حيـاة كرميـة لأهلنا فـي غـزة حاضنـة المقاومة.
كلمة السيد مساعد السعيدي "الأمين العام للحركة الدستورية الإسلامية"
على خلفية مؤتمر "فلسطين واستدامة الصمود" متحدثًا عن أهمية مثل هذه المؤتمرات.#غزة#ولعت#الإضراب_الشامل #يجب_فتح_المعبر#غزة_تحت_القصف pic.twitter.com/H4D8LzTCKx— المجتمع (@mugtama) December 10, 2023
كما دعا إلى المشاركة بالمواجهة الإعلامية والتحول من روح الهزيمة إلى عزة الانتصار والتعبير عن السردية الفلسطينية، ودعم وتفعيل الجهود الدبلوماسية الكويتية وتعضيد المواقف المشرفة على الساحات المختلفة.
وطالب السعيدي بتفعيــل المشاركة القانونيــة الكويتيــة فــي ملاحقة مجرمــي الحرب الصهاينــة علــى جرائــم التطهيــر العرقــي والجرائم ضــد الإنسانية المرتكبة فــي غــزة؛ مــن خــال تشــجيع تشــكيل فريــق قانونــي قــوي وذي كفــاءة.
وأشار إلى أن دولـة الكويـت؛ قيـادة وحكومـة وشـعباً، قدمت نموذجاً رائـداً فـي دعـم وإسـناد الشـعب الفلسـطيني الشـقيق طـوال تاريخـه، وهـو مـا تجلى بشـكل كبيـر وواضـح فـي الشـهرين الأخيرين ولا يـزال مسـتمراً.
من جهته، قال الأمين العام للمنبر الديمقراطي الكويتي عبدالهادي السنافي: إن هذا المؤتمر يأتي بشراكة بين المنبر الديمقراطي الكويتي، والحركة الدستورية الإسلامية؛ ليوصل رسالة عميقة مفادها أن الاختلافات الفكرية أو السياسية تسقط عند الجرح الفلسطيني.
وأضاف أننا أمام مأساة إنسانية بكل معانيها وصورها، وأمام مرأى ومسمع العالم بأكمله الذي يتوشح زوراً برداء المجتمع الدولي، وقراراته أضحت خاضعة لمصالح اقتصادية وعرقية وتحالفات سياسية مشبوهة وقسمة غنائم موعودة.
وأكد السنافي دعم كل القرارات العربية والخليجية الرافضة لأي عملية تهجير أو ترحيل قسري تتم للشعب الفلسطيني.
رسائل مهمة
ووجه المفكر والداعية الإسلامي د. طارق السويدان، عبر «المجتمع»، رسائل مهمة؛ أولها أن فلسطين ستتحرر، وأنها حق للمسلمين، وستعود مهما طال الزمن، وقال: نعيش اليوم على مدى 75 عاماً من الاحتلال، وفي أيام صلاح الدين الأيوبي أخذت المسألة 88 عاماً وتحررت.
"مجلة المجتمع على مدار التاريخ كانت دائمة مع القضية الفلسطينية"
كلمة الدكتور طارق السويدان على خلفية مؤتمر "فلسطين واستدامة الصمود"#غزة#ولعت #الكويت#الإضراب_الشامل #يجب_فتح_المعبر#غزة_تحت_القصف@TareqAlSuwaidan pic.twitter.com/LcEKZfe0dH— المجتمع (@mugtama) December 10, 2023
الرسالة الثانية التي أشار لها السويدان هي ضرورة مشاركة كل الأمة في إعمار غزة بعد الدمار الذي لحق بها من قبل الكيان الصهيوني.
وحذر السويدان، في رسالته الثالثة، من المخذلين الذين يحمِّلون المقاومة الدمار والقتل الذي يحدث في غزة، مشيراً إلى أنها جريمة الاحتلال، وليس ذنب فيها للأبطال الذين يدافعون عن شرف الأمة.
وأما الرسالة الرابعة، فشدد على أن حماية القدس واجب شرعي وفرض كفاية، وإذا لم تقم به المقاومة ستأثم كل الأمة.
أهمية الكلمة والإعلام
من جانبه، أشار عضو مجلس الأمة عبدالعزيز الصقعبي إلى أن الكلمة والإعلام سلاحان مؤثران على الرأي العالمي، مضيفاً: ما نراه من مظاهرات ووقفات احتجاجية حتى جلسات في برلمانات تؤثر بشكل كبير على الرأي العام العالمي الذي انقلب خلال الـ60 يوماً الماضية، وأصبح بشكل واضح ضد أفعال وجرائم الكيان، وضاغط على الحكومات الأجنبية التي بدورها بدأت تضغط على الكيان لإيقاف إطلاق النار في غزة.
ودعا الصقعبي إلى ضرورة غرس المفاهيم الأصيلة التي تخص القضية الفلسطينية في نفوس الأبناء والجيل القادم.
وأكد أن الفعاليات التضامنية مع فلسطين لن تقف بوقف الحرب على غزة، وقال: نحن مستمرون بنصرة القضية حتى تحرير الأرض من دنس اليهود والكيان الصهيوني الغاشم، وإعادة الحق لصاحب الحق الأصيل، ونصلي في المسجد الأقصى شامخاً محرراً.
الدور البرلماني الكويتي
وقال النائب الكويتي أسامة الشاهين: تحدثنا في المؤتمر عن دور البرلمان الكويتي في دعم القضية الفلسطينية، ووثقنا الآثار الأولى بالتشريعات والأسئلة البرلمانية والاقتراحات برغبة والخطابات الداعمة للقضية.
وأضاف أن البرلمانات معبرة عن الشعوب، وكلما ازدادت مساحة الحرية؛ ازدادت مساحة نصرة القضية.
كلمة أسامة الشاهين "عضو مجلس الأمة الكويتي" على خلفية مؤتمر "فلسطين واستدامة الصمود "@OALSHAHEEN#غزة#ولعت #الكويت#الإضراب_الشامل #يجب_فتح_المعبر#غزة_تحت_القصف pic.twitter.com/OekncnOEzl
— المجتمع (@mugtama) December 10, 2023
وتابع أن بواكير النصر قد اتضحت، ونرى عوامل ومؤشرات كبيرة على انهيار وتهلهل وتآكل الكيان الصهيوني والهجرة العكسية، واعترافات جيش الاحتلال بـ5000 آلاف جريح من جنوده وما خفي أعظم.
ودعا الشاهين إلى مساندة أهل فلسطين، مستشهداً بالحديث النبوي: «مَنْ جهَّزَ غَازِيًا في سبيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا، ومنْ خَلَفَ غَازيًا في أَهْلِهِ بخَيْر فَقَدْ غزَا» (متفق عليه).
وأشار إلى أن العناية بالحاضنة الشعبية الرائعة الإيمانية في غزة تتطلب جهداً وإنفاقاً كبيرين، ولا يبخل الإنسان على نفسه، لا نكون من القاعدين والمتخاذلين.
سلاح المقاطعة
من جهته، أكد عضو المقاطعة في الكويت (بي دي أس) مشاري الإبراهيم أهمية دور المقاطعة، فهي سلاح وتعبير عن الرأي ورفض للعدوان الصهيوني.
وأضاف: متى كان التمسك بالمقاطعة وعلى شكل مؤسساتي؛ فنحن قادرون على أن نحارب هذا الدعم الحكومي الغربي الذي ينتفض لنصرة الصهاينة.
وتابع: كما أن الحكومات الغربية تنتفض لنهضة القطعة الاستعمارية التي تدعى بالكيان الصهيوني؛ يجب علينا كشعوب أن ننتفض لدمنا العربي الفلسطيني، وأن تكون رسالتنا واضحة أننا لن نساهم في آلة الحرب والاحتلال.
وأشار الإبراهيم إلى أن الذي يحاول أن يقول: إن المقاطعة أو كوب القهوة هل هو سينقذ فلسطين؟ قد لا يكون سبباً مباشراً للتحرير، لكن على الأقل يكون سبباً لرفع كلفة هذا الاحتلال وتقليل الدعم والسلاح المقدم بشكل يومي والجسر الجوي الغربي لدعم الصهاينة.
كلمة مشاري الإبراهيم "عضو حركة المقاطعة BDS" عن أهمية دور المقاطعة في نصرة القضية الفلسطينية على خلفية مؤتمر "فلسطين واستدامة الصمود"#غزة#ولعت #الكويت#الإضراب_الشامل #يجب_فتح_المعبر#غزة_تحت_القصف@BDS_Kuwait pic.twitter.com/doMM7OXYtv
— المجتمع (@mugtama) December 10, 2023
ويتضمن المؤتمر الذي يعقد ليومين عدة ورش وندوات إنسانية وقانونية وإعلامية، أبرزها «الدور الكويتي في دعم القضية الفلسطينية»، و«الانتهاكات القانونية الصهيونية وسبل ملاحقتها»، و«تاريخ التطهير العرقي في فلسطين باللغة الإنجليزية»، و«المقاطعة والتطبيع.. المفهوم والامتداد»، و«حرب المعلومات والإعلام»، و«مؤثرو الإعلام الاجتماعي والدور الفاعل في دعم صمود الشعب الفلسطيني»، وندوة بعنوان «طوفان 7 أكتوبر وما بعدها».
وافتتح على هامش المؤتمر معرض يحتوي على أجنحة مختلفة من التراث الفلسطيني بمشاركة جهات وفرق تطوعية مهتمة بالقضية الفلسطينية.