مخيم جباليا شمالاً والشاطئ في مدينة غزة، ومخيمات وسط قطاع غزة؛ وهي البريج والمغازي والنصيرات ودير البلح، شكلت ملحمة صمود أسطورية في وجه الاحتلال الصهيوني، الذي استخدم سياسة الأرض المحروقة في تلك المخيمات المكتظة باللاجئين الفلسطينيين؛ بهدف تهجير سكانها الذين صمدوا على مدار فترة أيام العدوان الغاشم قي وجه الدبابات الصهيونية، التي وقفت عاجزة عن اقتحامها، خاصة مخيم جباليا شمال قطاع غزة، رغم المجازر والتدمير الواسع.
أيقونة مقاومة
وقد أعلنت المقاومة الفلسطينية أنها نجحت في صد تقدم الدبابات الصهيونية في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وخاضت اشتباكات وجهاً لوجه مع القوات الغازية، وأرغمتها على الانسحاب رغم القوة النارية الهائلة، التي استخدمها الاحتلال الغاشم في قصفه للمخيم، حيث تم تدمير مربعات سكنية بأكملها في المخيم على رؤوس الأطفال والنساء، بعد أن فشل المحتل في كسر شوكة المقاومة.
أهالي مخيم جباليا شكلوا أنموذجاً في الصمود والرباط رغم كثافة القذائف والصواريخ الصهيونية
ويؤكد محمد الكحلوت، من مخيم جباليا، لـ«المجتمع»، أن محاور مخيم جباليا الغربية والشمالية شكلت جحيماً لقوات الاحتلال الغازية، ولم تستطع الدبابات الصهيونية التقدم إلى وسط المخيم، وتراجعت حتى منطقة الصفطاوي غرباً على وقع القذائف المضادة للدروع، مشيراً إلى أن الاحتلال رغم الكثافة النارية العالية التي استخدمها خاصة في منطقة تل الزعتر ومدينة الشيخ زايد شمال المخيم تكبد خسائر فادحة وأجبرته على التراجع.
وبيَّن الكحلوت أن أهالي مخيم جباليا شكلوا أنموذجاً في الصمود والرباط داخل المخيم، على الرغم من كثافة القذائف والصواريخ الصهيونية التي تساقطت بكثافة على المخيم طيلة الأيام والأسابيع الماضية.
مخيمات وسط غزة مقبرة الغزاة
وفي وسط قطاع غزة، تحولت مخيمات وسط القطاع؛ وهي البريج والمغازي والنصيرات لكتلة لهب تحت أقدام الصهاينة، الذين استخدموا سياسة الأرض المحروقة في محاولة للتقدم والتوغل في عمق تلك المخيمات، لكن المقاومة أفشلت تلك المخططات، وبادرت في مباغتة الاحتلال بعشرات قذائف «الياسين» في محور مخيم البريج ومحيطه، خاصة منطقة جحر الديك شمال المخيم، وقد تكبد العدو خسائر فادحة منذ بدء معركة مخيم البريج قبل شهر من الآن، كما نجحت المقاومة في التسلل خلف خطوط العدو في منطقة جحر الديك وإيقاع خسائر فادحة في صفوف الصهاينة.
مخيمات وسط القطاع تحولت لكتلة لهب تحت أقدام الصهاينة
من جانبه، يشير محمد النباهين، أحد سكان مخيم البريج، لـ«المجتمع»، إلى أن صمود المقاومة وثباتهم في مخيم البريج أفشل تقدم الدبابات الصهيونية في عمق المخيم، وبقيت الدبابات الصهيونية على مدار الأيام الماضية تتواجد في محورين؛ الأول شمال مخيم البريج، والثاني جنوبه، لافتاً إلى أنه يشاهد مروحيات عسكرية «إسرائيلية» تهبط شرق مخيم البريج الملاصق للحدود مع فلسطين المحتلة عام 1948م لنقل القتلى والجرحى من الجنود الصهاينة.
وعلى صعيد جبهة المقاومة الباسلة في مخيم المغازي، لا يتوقف دوي الانفجارات والاشتباكات العنيفة بين المقاومة وقوات الاحتلال المدعومة بغطاء جوي، وتحاول الدبابات الصهيونية التقدم في مخيم المغازي من الجهة الغربية ومحاصرة المخيم، وقطع إمدادات الغذاء والمياه والأدوية عن المخيم، الذي يواصل صموده وثباته في مقاومة الاحتلال الصهيوني الغاشم، ولا تزال معركة الصمود مستمرة في كل شبر من قطاع غزة.