لا أعرف الأخ خالد عبدالجبار الكندري إلا من خلال لقاءات عابرة، ولكن ما شاهدته من ثناء عليه من نحسبهم على الله أنهم من الأخيار والله حسيبهم، ولذلك فقد ثبت عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أنه قال: مَرُّوا بِجَنَازَةٍ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَجَبَتْ»، ثُمَّ مَرُّوا بِأُخْرَى فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ: «وَجَبَتْ»، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا وَجَبَتْ؟ قَالَ: «هَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا، فَوَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ، وَهَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا، فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ» (صحيح البخاري).
وهذا ما رأيته من ثناء الناس على أبي الوليد، حيث إن حال الناس في الموت ينقسم إلى ثلاث أحوال: من مات وانقطع عمله، ومن مات واستراح الناس من شره، ومن مات وما زال عمله الصالح يجري إلى يوم القيامة، وهذا إن شاء الله ما مات عليه أبو الوليد، فقد الله تعالى ابتلاه بالمرض، وهو كما أخبرنا الرسول الكريم: «ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ» (صحيح البخاري)، لقد فقدنا أخاً كريماً كبيراً في عطائه.
رحمك الله أخي الكريم، وموعدنا إن شاء الله عند حوض المصطفى صلى الله عليه وسلم تحت ظل عرش الرحمن.