تشهد الأراضي الفلسطينية مرحلة فارقة في تاريخها النضالي، حيث تتقدم «طوفان الأقصى» لتكون طوق النجاة الذي يربط بين الماضي الثوري وحاضر المقاومة.. هذه المعركة ليست مجرد مواجهة عسكرية عابرة، بل تمثل لحظة تحول جوهري في مسيرة التحرير الوطني، فهي تعيد إلى الأذهان أهمية النضال المسلح كأداة أساسية في مواجهة الاحتلال، وتعزز رؤية الفلسطينيين لمستقبلهم الحر الذي ينشدونه.
وفي ظل التهديدات المستمرة ومحاولات التهويد المتواصلة للمسجد الأقصى والقدس المحتلة، يأتي الرد من المقاومة الفلسطينية كضربة قاصمة لكل المخططات الصهيونية.. المقاومة لم تعد ترى في هذه المحاولات مجرد اعتداءات مؤقتة يمكن احتواؤها، بل إنها جزء من سيرورة طويلة الأمد تستند إلى إرادة شعبية لا تعرف اللين، وهي إرادة ترى في المقاومة المسلحة السبيل الوحيد لاستعادة الحقوق المسلوبة.. هذه الرؤية تجعل من «طوفان الأقصى» أكثر من مجرد معركة، بل هي تأكيد على أن طريق التحرير لا بد أن يمر عبر التصعيد والتحدي الدائمين للاحتلال.
لقد أدركت المقاومة الفلسطينية أنه لا يمكن تحقيق التحرير من خلال الحلول الوسط أو التسويات السياسية التي غالباً ما تتجاهل طموحات الشعب الفلسطيني.. هذه التسويات أثبتت مراراً أنها لا تلبي الحد الأدنى من حقوق الشعب، ولذلك، فإن التمسك بخيار المقاومة المسلحة بات يشكل السلاح الأقوى في مواجهة الاحتلال، من هنا، فإن «طوفان الأقصى» تأتي كمرحلة جديدة تعكس التحول من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم، بهدف إعادة صياغة ميزان القوى بما يخدم أهداف التحرير.
إن هذا التحرك يؤكد أن القدس ليست وحدها في الميدان، بل إن كافة أرجاء فلسطين تلتف حولها كجسد واحد، هذا الالتفاف الوطني يعكس وعياً متزايداً بأهمية القدس كمركز للنضال الفلسطيني، ويجعل من «طوفان الأقصى» جرس إنذار لكل القوى الاستعمارية بأن الشعب الفلسطيني لا يزال متمسكاً بحقه في تقرير مصيره، وأن محاولات تمرير المؤامرات على القضية الفلسطينية لم تعد ممكنة.
في هذا السياق، تمثل «طوفان الأقصى» طوق النجاة لشعبنا، حيث تعيد توجيه بوصلة النضال نحو التحرير الكامل، إن هذه المعركة تأتي في توقيت حساس يعزز من أهمية توحيد الصف الفلسطيني، ويؤكد أن الوحدة الوطنية ضرورة ملحة لإعادة بناء القوى الفلسطينية على أسس وطنية ثورية، خالية من الانقسامات السياسية التي حالت دون تحقيق الوحدة الحقيقية.. المقاومة الفلسطينية، من خلال هذه المواجهة، ترسل رسالة واضحة للعالم؛ أن الشعب الفلسطيني قادر على تحدي كل الصعوبات وقلب المعادلات لصالحه.
طريق التحرير ليس مجرد شعار يُرفع في لحظات الغضب أو التصعيد، بل هو مسار طويل يتطلب التضحية والعمل الدؤوب.. «طوفان الأقصى» جاءت لتذكرنا بأن الشعوب لا تتحرر إلا بإرادتها وعزيمتها، وأن التحرير الكامل لفلسطين من النهر إلى البحر لن يتحقق إلا بالاستمرار في هذا النضال.. المقاومة تعيد رسم خارطة المواجهة على الأرض، وتؤكد أن كل شبر من فلسطين ساحة مواجهة يجب أن تكون مفتوحة على مصراعيها.
في ظل هذه الظروف الصعبة، تأتي «طوفان الأقصى» كطوق نجاة للشعب الفلسطيني.. إنها تفتح باباً جديداً للأمل، وتعيد إحياء روح النضال في قلوب الملايين، الذين يرون في هذه المعركة تأكيداً على أن الشعوب قادرة على الصمود والانتفاض في وجه الظلم مهما كانت الظروف.. هذا الصمود هو الدافع الأساسي الذي يجعل من «طوفان الأقصى» صفحة جديدة في تاريخ النضال الفلسطيني، صفحة تحمل في طياتها الأمل بالتحرير الكامل والعودة إلى الديار.
هذه المعركة ليست مجرد مواجهة عسكرية بين المقاومة والاحتلال، بل هي معركة كرامة وهوية.. إنها إعادة صياغة للمشهد الفلسطيني، حيث يظهر الشعب الفلسطيني بوحدته وتصميمه على تحقيق هدفه الأسمى؛ تحرير الأرض والإنسان، المقاومة في هذه المرحلة ليست مجرد رد فعل، بل هي تأكيد على أن التحرير هو مسار طويل يتطلب الصبر والقوة، وأنه لا مجال للتراجع أو الخضوع.
«طوفان الأقصى» تمثل منعطفاً حاسماً في النضال الفلسطيني، حيث تؤكد فيه المقاومة أن التحرير هو الحل الوحيد، وأنه لا مكان للتفريط أو التسويات الزائفة.. هذه المواجهة تعيد للأذهان الدروس المستفادة من التجارب السابقة، وتؤكد أن الشعب الفلسطيني، بإرادته القوية، قادر على الصمود حتى تحقيق هدفه النهائي بالتحرير والعودة.