يعتبر العمل الخيري في الكويت عملاً رائداً ومتطوراً، فالكويت كانت وما تزال وستبقى -إن شاء الله- بلد الخير والعطاء، وتعتبر اللجان الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي قد حلقت بالعمل الخيري في مجال العالمية، وغدا اسم الكويت في مناطق التجمعات الإسلامية والدول الإسلامية في مختلف أنحاء العالم مرتبطاً بأعمال البر والخير كما سيَّرت لجنة المناصرة الخيرية في الآونة الأخيرة القافلة الخامسة من قوافل كويت الخير تحت شعار «اللهم فك قيد أسرانا».
حول هذه المواضيع كان لنا هذا اللقاء مع الأمين العام لإدارة اللجان الخيرية رئيس لجنة المناصرة الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي أحمد عبدالعزيز محمد الفلاح.
برزت جمعية الإصلاح الاجتماعي كمركز تجمع للجان الخيرية المنبثقة عنها، ومن استعراض أسماء اللجان الخيرية نجد لجمعيتكم مكاناً بارزاً في ساحة العمل الخيري، هل من حديث عن هذه اللجان؟
– هناك 5 لجان خيرية تابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي هي:
1- لجنة المناصرة الخيرية والتي تأسست عام 1986م، وهي لجنة تهتم بمناصرة الشعوب العربية.
2- لجنة الدعوة الإسلامية وتأسست عام 1983م ومجال عملها أفغانستان وباكستان وإقليم جامو وكشمير والجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى.
3- لجنة العالم الإسلامي وتركز جهودها الآن على مساعدة مسلمي البوسنة والهرسك.
4- مشروع وقف السنابل ويعمل على إحياء سُنَّة الوقف الخيري.
5- لجنة مصابيح الهدى وهي لجنة جديدة تهتم بالعمل الخيري داخل الكويت وخاصة في الناحية الاجتماعية.
ماذا عن الأهداف التي تطمح هذه اللجان إلى تحقيقها؟
– على الرغم من اختلاف مناطق عمل اللجان فإن بينها عاملًا مشتركًا وهو السعي لتحقيق أهداف تربوية واجتماعية وصحية وتنموية بين أوساط المسلمين، وتحرص هذه اللجان على تقديم مساعدات مادية ومعنوية وإقامة دور الأيتام وكفالتهم وبناء المدارس والمعاهد الدينية والمساجد ودور تحفيظ القرآن الكريم وتطوير الخدمات سواء أكانت في جانبها التعليمي أو الصحي بالإضافة إلى مساعدة الأسر الفقيرة والمحتاجة والقيام بدور إعلامي بارز لإلقاء الضوء على معاناة المسلمين واحتياجاتهم في شتى بقاع العالم في سبيل النهوض بهم اجتماعيًا وصحيًا وتعليميًا وتنمويًا.
انطلقت في الأسابيع القليلة الماضية قافلة أخرى من قوافل كويت الخير فما الأهداف التي سعت لجنة المناصرة لتحقيقها من وراء هذا المشروع الخيري الرائد من نوعه؟
– لقد سعت لجنة المناصرة الخيرية من خلال مشروع قوافل كويت الخير إلى تحقيق عدة أهداف منها التأكيد على الروابط الأخوية بين الشعبين وتقديم العون الغذائي والمساعدات الإنسانية للشعب اللبناني الشقيق وتأكيدًا على دعمه في مواجهة ما يتعرض له من محن، كما عملنا من وراء هذا المشروع على تقديم الدعم الإعلامي لقضية إخواننا الأسرى في السجون العراقية من خلال انطلاق القوافل تحت شعار «اللهم فك قيد أسرانا»، تأكيداً على ضرورة أن يمارس المجتمع الدولي ضغوطا على النظام العراقي من أجل الإفراج عنهم ودعم مسيرة العمل الخيري في الكويت.
كم عدد القوافل التي انطلقت حتى الآن؟ وكم بلغت تكلفتها؟
– انطلقت أول قافلة من قوافل كويت الخير في أكتوبر 1991م إلى لبنان تحت شعار «اللهم فك قيد أسرانا»، تحمل مواد غذائية وتموينية بقيمة مليوني دولار هدية من شعب الكويت إلى الشعب اللبناني الشقيق وقد أقمنا من أجل ذلك حفلا حضره وزير الأوقاف والشئون الإسلامية الأخ الفاضل محمد صقر المعوشرجي، والسفير اللبناني د. محمد عيسى، والعم الفاضل يوسف الحجي، رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، والعم الفاضل عبدالله العلي المطوع، رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي، بالإضافة إلى عدد من كبار الشخصيات وجمع من أهل الخير في الكويت، وكنا نهدف من وراء هذا الحفل في ذلك الوقت أن نبين أن العمل الخيري قد بدأ يعود لطبيعته السابقة لما قبل الغزو وأن اللجان الخيرية قد انطلقت من جديد لترفع راية الخير من خلال مشاريع اللجان والهيئات الخيرية، ومنها لجنة المناصرة الخيرية.
وقد ضمت القافلة ما يقارب من 30 شاحنة ثم انطلقت القافلة الثانية في 19/ 11/ 1991م، ثم توالت القوافل حتى وصلنا إلى القافلة الخامسة والتي انطلقت في 30/ 9/ 1993م التي ضمت 11 شاحنة.
وكما ذكرت سابقاً فإن لجنة المناصرة الخيرية تسعى لتحقيق أهداف تربوية واجتماعية وصحية وتنموية لذلك فقد تبنت اللجنة إقامة مجمع تربوي كبير في إقليم عكار بشمال لبنان وأطلقت عليه مجمع المناصرة التربوي وتقدر تكلفته بأربعة ملايين ونصف المليون دولار ويضم عدة أقسام منها قسم للروضة ومبني لمدارس البنين ابتدائي – متوسط – ثانوي وآخر للبنات، وقسم للتعليم المهني إضافة إلى مركزين ثقافي وآخر اجتماعي.
وقد تم والحمد لله توقيع عقد إنشاء المجمع في الثامن والعشرين من شهر نوفمبر الماضي وقد وقع العقد نيابة عن الجانب اللبناني السيد عبد الله بابتي وبحضور الشيخ جاسم مهلهل الياسين.. رئيس المجلس الأعلى لإدارة اللجان الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي والشيخ فيصل مولوي رئيس جمعية التربية الإسلامية في لبنان والأستاذ أحمد خالد مدير عام مدارس الإيمان، كما كان قد تم في نهاية شهر سبتمبر الماضي وضع حجر الأساس لمشروع الوقف الخيري في البحرين برعاية وزير العدل والشئون الإسلامية في البحرين والذي سيتم بنائه على نفقة مبرة الشيخ عبد الله المبارك الصباح.
هذا وتدرس اللجنة إقامة مجمع تربوي آخر في منطقة البقاع في لبنان.
هل هناك كلمة أخيرة تود توجيهها في هذا اللقاء؟
– أود أن أشكر كل من ساعدنا من أهل الخير في بلد الخير هذا خاصة والمسلمين عامة والذي كانت مساندتهم دافعًا لنا لمواصلة هذا العمل الخيري باذلين كل جهد ممكن لعون الملايين من المسلمين الذين يُكوون بآلام الجراح والمرض والجوع والفقر والتشريد فهل نطمع في استمرار عطائكم معنا وبذلكم المزيد من أجل دفع مسيرة العمل الخيري وصدق الله العظيم حيث يقول: (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا) (المزمل: 20)، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «باكِروا بالصَّدقةِ فإنَّ البلاءَ لا يتخطَّاها» (رواه الطبراني)(1).
_______________________
(1) تم نشر هذا الحوار في العدد (1083)، 29 رجب 1414هـ/ 11 يناير 1994م، أجراه: أيمن عبدالحي.