تأملت في الوجوه الكثيرة الحاضرة عند قبر المربي خالد عبدالجبار الكندري، رحمه الله، فمنهم بأعداد كبيرة الشباب الذين قام بتربيتهم وتعليمهم، وعند النظر وجدت منهم من تميز في العلم الشرعي، وآخر بالقرآن، وغيره بالإعلام، وبالتربية، ومنهم بذر فيه المعاني القيمة والنبتة الصالحة؛ فتذكرت قول الشاعر أحمد شوقي:
وكن رجلاً إن أتوا بعده يقولون: مر وهذا الأثر
وهنا الحصيلة والنتيجة، فلم يكن صاحب نفوذ سياسي، ولا مكانة إعلامية، ولا مكاسب تجارية، ولكن كان رجلاً ميدانياً مؤثراً باذلاً من وقته وجهده، فأسهم في هذا الأثر الخالد حتى بعدد وفاته، وقد توفاه الله في الخمسين من عمره تقريباً، فهي أعوام متوسطة بنتائج كبيرة، ولا يقاس الأثر بالعمر.
يقول الشيخ محمد أحمد الراشد، رحمه الله: «فطول الحياة نسبي، هو طويل جداً، مخيف مظلم للجاهلي، وهو قصير هين منير للمصلي، وحياة الجاهلي ركود مستمر، وحياة المصلي حركة، تزيد صوابًا أو تستدرك اعوجاجاً».
فهي الغنيمة، ببركة الأعمار وحسن الآثار، وليست بالسنوات.