في ظل الأحداث المتصاعدة في غزة، يعيش الشعب الفلسطيني تحت وطأة عدوان متزايد من قبل قوات الاحتلال الصهيوني.
في حين تتزايد الجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، بدءاً من تدمير البنية التحتية، مرورًا بتهجير السكان، وصولاً إلى الإبادة البشرية، لا تزال هناك فجوة ملحوظة بين الأفعال الدولية والوعود الرسمية في مواجهة هذه الانتهاكات.
ويسلط العديد من المفكرين والمحللين الضوء على مواقف الدول وتخاذلها في التصدي لهذه الجرائم، وعلى صمت بعض الأطراف العربية، في حين أن المأساة تتفاقم أمام أعين العالم.
العدوان المستمر على غزة وآثاره
وقد أوضح د. محمد المقاطع، أستاذ القانون، في حديثه حول الأحداث الجارية، أن الاحتلال الصهيوني يستند إلى دعم ورعاية من الدول الكبرى كأمريكا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا، مستمرًا في تنفيذ ما يُعرف بـ«صفقة القرن» بالقوة.
وأشار إلى أن هذا الدعم يشجع الاحتلال على تحويل غزة إلى ركام، في سياق تهجير السكان قسريًا، وارتكاب مجازر ممنهجة بحق الفلسطينيين من أجل إقامة المستوطنات.
ويؤكد المقاطع أن هذا الوضع يتطلب تحركًا عربيًا وإسلاميًا استثنائيًا، سواء من الجهات الرسمية أو من الشعوب، لمواجهة هذه الجرائم التي تتعرض لها غزة.
العجز الدولي
فيما تطرق د. عبدالله الشايجي، أستاذ العلوم السياسية، إلى موقف المجتمع الدولي المتخاذل، خصوصًا في أمريكا وأوروبا، حيث بيّن أن ما أسماه «الهوان والعجز» في التعامل مع الجرائم الصهيونية يعتبر عارًا على تلك الدول التي تدعي حماية حقوق الإنسان.
وصرح بأن ممارسات الاحتلال وصلت إلى استهداف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان، بينما تكتفي الدول الكبرى بالصمت أو بالتعبير عن الأمل دون أي تحذيرات أو تهديدات حقيقية، مضيفًا أنه رغم تسجيل أكثر من 100 صفقة سلاح مع «إسرائيل» خلال عام، لم يتم اتخاذ أي خطوات لتجميد هذه الصفقات أو فرض عقوبات على الاحتلال؛ ما يكشف عن شراكة ضمنية في جرائم الحرب ضد الفلسطينيين.
المواقف العربية
ويؤكد الداعية الإسلامي د. محمد العوضي أن الموقف العربي تجاه ما يحدث في فلسطين، وخاصة في غزة، مخيب للآمال، حيث يتراوح بين الضعف والتخاذل، والشراكة الصريحة مع الاحتلال في بعض الأحيان.
ويضيف أن هذا الموقف ليس فقط تراجعًا عن دعم الشعب الفلسطيني، بل يعتبر مشاركة فعلية في الإستراتيجية الصهيوأمريكية التي تستهدف استقرار المنطقة الإسلامية بأكملها.
ورغم ذلك، يوجه د. العوضي رسالة تشجيع للمجتمع الإسلامي للنصرة بما يمكن، معتبراً أن الالتزام الفردي والجماعي في تقديم الدعم، ولو بالدعاء والاهتمام، واجبٌ على كل مسلم نحو إخوانه المكروبين والمنكوبين.
ويستمر الوضع في غزة في التصاعد وسط تواطؤ وصمت دولي وعربي، في حين يدعو المحللون والمفكرون إلى اتخاذ مواقف حازمة لدعم الشعب الفلسطيني.
فبينما يتم تهجير الآلاف وتدمير المرافق الحيوية، يبقى واجب النصر والمساندة ليس فقط على عاتق الحكومات، بل يشمل الشعوب والمؤسسات من مختلف أنحاء العالم، ويظل الأمل قائمًا في أن يتحرك العالم العربي والإسلامي بشكل حقيقي للوقوف بجانب غزة وفلسطين في مواجهة الاحتلال وآثاره الكارثية.