في ظل العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023م، كشفت مصادر أمنية وحقوقية عن استخدام جيش الاحتلال لأدوات تكنولوجية متقدمة كجزء من إستراتيجياته العسكرية في حرب الإبادة الجماعية على أهل القطاع.
ومن أبرز هذه الأدوات الروبوتات المتفجرة التي تُستخدم في عمليات القصف والتدمير.
محمل ببراميل متفجرة
في هذا الصدد، أشار مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة إسماعيل الثوابت إلى أن جيش الاحتلال يستخدم روبوتات متفجرة وبراميل مفخخة في إطار التطهير العرقي في شمال قطاع غزة ضمن حرب الإبادة المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023م.
وأوضح الثوابتة، في تصريحات لوكالة «الأناضول»، أن الروبوتات المتحركة تُستخدم بشكل متزايد، وهي أجهزة تُدار عن بُعد تدخل بين الشوارع والمنازل الفلسطينية وتفجر؛ ما يؤدي إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة في أسلوب وحشي ضمن الإبادة.
وأكد أن الروبوتات تستخدم لتدمير البنية التحتية والأحياء السكنية بشكل متعمد وممنهج؛ ما يخلف دماراً واسعاً بالمناطق المستهدفة وعشرات الشهداء والإصابات.
وأضاف أن الاحتلال لا يقتصر على ذلك، بل يلجأ أيضاً إلى إلقاء أو وضع حاويات بلاستيكية مشابهة لتلك المستخدمة في تخزين مواد التنظيف أو المياه المعدنية، بعد تفخيخها، وتفجيرها عند اقتراب المواطنين منها.
وأوضح أن هذه الأساليب زادت عدد الشهداء شمال قطاع غزة، حيث يستهدف الاحتلال تجمعات المدنيين بهذه الحاويات المفخخة التي تفجر عن بُعد.
وشدد الثوابتة على أن استخدام هذه الأدوات الفتاكة يعكس نية الاحتلال لارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني.
وتعد الروبوتات المفخخة عبارة عن آليات عسكرية محملة ببراميل (تزن أطناناً) من المتفجرات تتحرك بين المنازل والمربعات السكنية، ويتحكم جيش الاحتلال بها عن بُعد، وفق ما نقلت «الأناضول» عن مصدر أمني.
وأوضح المصدر أن هذا النوع من الأسلحة استخدم لأول مرة خلال الاجتياح السابق لمخيم جباليا في مايو الماضي، حيث ظن المقاومون الفلسطينيون أن ناقلة الجند «الإسرائيلية» كانت مأهولة فاستهدفوها، ولكن اتضح لاحقًا أنها روبوت يحمل براميل نارية متفجرة.
وبيّن المصدر أن «إسرائيل» تلجأ إلى استخدام هذا النوع من الأسلحة لإيقاع أكبر قدر من الخسائر البشرية في صفوف المواطنين، ضمن حرب إبادتها على القطاع، مشيراً إلى أن لهذه الروبوتات قدرة تفجيرية هائلة، على تدمير حارة سكنية كاملة.
وأكد الناشط أحمد حجازي أن قوات الاحتلال تستخدم دبابات بحجم سيارة (روبوت) محملة بأطنان من المتفجرات، حيث تصطف هذه الربوتات في تجمعات المنازل في مخيم جباليا، ثم تنفجر دفعة واحدة، وتؤدي إلى دمار هائل.
وأضاف: حتى الآن المصادر من جباليا، تذكر 3 مربعات سكنية في جباليا تم تفجيرها عبر الدبابات الروبوتية.
جريمة دولية محظورة
من جانب آخر، أفاد «المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان» بأن جيش الاحتلال يستخدم روبوتات مفخخة ومحملة بأطنان من المتفجرات في عمليات التدمير والقتل الواسعة التي ينفذها شمال غزة.
وأوضح المرصد أن الجيش «الإسرائيلي» فصل محافظة شمال غزة عن مدينة غزة بالكامل، من خلال تمركز الآليات ووضع السواتر الرملية وركام المنازل المدمرة، إلى جانب الغطاء الناري من الطائرات المسيّرة.
وأبرز «الأورومتوسطي» أنه تلقى شهادات عديدة عن استخدام جيش الاحتلال لروبوتات مفخخة وتفجيرها عن بُعد، محدثًا أضرارًا واسعة النطاق في المنازل والمباني المحيطة وخسائر كبيرة بالأرواح، في وقت يتعطل بالكامل تقريبًا عمل طواقم الإسعاف والدفاع المدني، باستثناء نطاق ضيق في بعض الأحياء.
وقال المرصد الحقوقي (مقره جنيف): إن استخدام «إسرائيل» للروبوتات المفخخة أمر محظور بموجب القانون الدولي، حيث إن هذه الروبوتات تعد من الأسلحة ذات الطابع العشوائي التي لا يمكن توجيهها أو حصر آثارها فقط بالأهداف العسكرية، فنظرًا لطبيعتها، فهي تصيب السكان المدنيين على نحو مباشر، أو تصيب الأهداف العسكرية والمدنيين أو الأعيان المدنية بشكل عشوائي دون تمييز؛ وبالتالي، تعد من الأسلحة المحظورة بموجب القانون الدولي، ويشكل استخدامها في المناطق السكنية جريمة دولية قائمة بحد ذاتها.
وفي إفادته لطاقم «الأورومتوسطي»، قال أحد الأشخاص المحاصرين في أحد الأحياء القريبة من حي القصاصيب جنوب غرب مخيم جباليا شمالي قطاع غزة: مساء يوم الأربعاء (9 أكتوبر)، حدث انفجار هائل في حي القصاصيب على مقربة من مكان تواجدنا.
وأضاف: كان صوت الانفجار قويًّا جدًّا، لم أسمع بقوته من قبل، فقد أصبحنا نميّز بين أصوات الانفجارات، فنعرف إن كان هذا الصوت قصفاً من الطائرات أم المدفعية أم غيره، حقيقة، كان صوت الانفجار أقوى بمرات من صوت القصف الجوي، حتى إن الغبار الأبيض غطى المنطقة بالكامل، وتبين لنا لاحقًا أن هذا الانفجار ناتج عن تفجير روبوت محمّل بأطنان من المتفجرات، وأن هذا الروبوت يدمّر قرابة 6 أو 7 منازل دفعة واحدة، جيش الاحتلال يفجّر الروبوت بالمنازل دون علمه بوجود مدنيين داخلها أم لا.
ووثق المرصد تفجير جيش الاحتلال روبوتين آخرين في منطقة التوام وفي حي الزهراء الملاصق للدفاع المدني غرب مخيم جباليا، وروبوتًا آخر في محيط تقاطع أبو علي مصطفى في بئر النعجة بالمناطق الغربية لمخيم جباليا.