عندما يطالع المؤرخون ماحدث للصحافة والإعلام منذ 3 يوليو 2013 وحتي تاريخه من جرائم ، وخاصة مواقف مجلس نقابة الصحفيين والمجلس الأعلى للصحافة اللذين يسيطر عليهما اليسار وعشيرته المقربون ، سيضربون بهم المثل ويقولون : “أخون من اليسار” ، فلقدوا باعوا كل ال
عندما يطالع المؤرخون ماحدث للصحافة والإعلام منذ 3 يوليو 2013 وحتي تاريخه من جرائم ، وخاصة مواقف مجلس نقابة الصحفيين والمجلس الأعلى للصحافة اللذين يسيطر عليهما اليسار وعشيرته المقربون ، سيضربون بهم المثل ويقولون : “أخون من اليسار” ، فلقدوا باعوا كل القيم الراسخة في بلاط صاحبة الجلالة ، ونسفوا استقلال النقابة وثوابت نضالها ، واضاعوا حقوق المهنة والزملاء من الشهداء والأحياء على السواء ، وخانوا القسم والعهد ولقمة العيش، واختاروا مزبلة التاريخ.
إن النقابة باتت لا تدار من مقرها بشارع عبد الخالق ثروت ، بل من شارع الشيخ ريحان وكوبري القبة ، وأصبحت مصالح العصابة المتعسكرة القاطنة بقصر الإتحادية وجوارها ، فوق مصالح الجماعة الصحفية وشهدائها ومعتقليها ، وأمست مذبحة الصحافة تجرى علي قدم وساق بينما اندثر الصوت العالي الجعجع للنقابة ونسى الخونة اجتماعات الكفاح المشترك ونضال “الكارنيه فوق الجنيه” وسلم النقابة الخالد.
في ظل هذه الأجواء التي تتشح فيها صاحبة الجلالة بالسواد ، وبعد عام ويزيد على قمع الصحافة واعتبارها جريمة وتأميم الإعلام واجراءات المذبحة بحق فرسان المهنة ، جاء عيد جديد بلا طعم علي مصر وابنائها من الصحفيين ، في غياب كوكبة من رموز وشباب المهنة والنقابة ، لأنهم اعتبروا المهنة رسالة والحقيقة أمانة وقدموا الكارنيه على الجنيه والنزاهة على الخضوع لغباء البدل الكاكي .
لقد غاب خلف الأسوار أعداد غير مسبوقة من أبناء المهنة وفي مقدمتهم الأساتذة محسن راضي وأحمد عز الدين وأحمد سبيع وهاني صلاح الدين وابراهيم الدراوي وعماد أبو زيد ، وغاب غدرا في القبور بالرصاص الميري بعد يوليو الأسود الشهداء: أحمد عبد الجواد وتامر عبد الروؤف وأحمد عاصم ومصعب الشامي وحبيبة عبد العزيز وميادة أشرف ومحمد الديب ومصطفي الدوح ومحمد حلمي فضلا عن الشهيدين أحمد محمود والحسيني ابو ضيف اللذين ارتقيا قبل الانقلاب، وغاب معهم ضمائر تجار النقابة في مواسم الإنتخابات.
أي عيد ذلك الذي قد يستشعر به أبناء بلاط صاحبة الجلالة وهؤلاء الشرفاء وغيرهم من شباب المهنة خلف القضبان ، أي عيد والصحفي الحر تحت التهديد ،أي عيد والكلمة الحرة قد يكون ثمنها رصاصة ميري غادرة ، أي عيد وذوي شهداء الصحفيين بلا قصاص حتى الآن ؟ أي عيد ذلك ومصر باتت بلا اعلام حقيقي ولا صحافة محترمة ؟ أي عيد ذلك والرقيب العسكري عاد ومعه مانشتيات النفاق الموحدة وسلاح المصادرات والغلق ؟ أي عيد ذلك ويوجد قنوات مغلقة وصحف مغلقة بالاكراه ودون سند من قانون ؟ أي عيد ذلك الذي يعاني فيه صحفيون معاناة اقتصادية غير مسبوقة ؟ أي عيد ونقابة الصحفيين باتت كالمتحف المصري؟!
لا عيد في بلاط صاحبة الجلالة حتى يبصر الصحفيون كل معتقلي النقابة والحقيقة والرأى على الأسفلت ، ويسمعون حكم العدالة في قتلة الشهداء “الاعدام شنقا” ، ويرون اشراقة الفرحة على وجوه أبناء المظلومين ، ويحررون نقابة الصحفيين من المكارثية والفاشية ، لتعود نقابة لكل أبنائها ، ويتنزعون حقهم في المعلومات والنشر والتعبير عن الرأي ويحاسبون كل من أجرم واعتدى.
هذا عهد الصحفيين الأحرار، يا سبيع ، و يا صلاح الدين، و يادراوي ، ويا كل أبناء ورموز المهنة المعتقلين ، فاثبتوا ورباطوا على الحقيقة ، فأنتم أيقونات الحاضر الذي يتشكل لقيادة مستقبل أفضل للمهنة والنقابة وللرأي في مصر ، وستجلس الأجيال في نقابة الصحفيين جيلا بعد جيل أمام نضالكم تتعلم سطور صموده ، وإن ثباتكم واصراركم علي الحق والحقيقة وعدم تفريطكم في رسالة الصحافة وكرامة الصحفي، لهو فخر لكل الصحفيين الشرفاء ، فترقبوا معنا الصبح والعيد الكامل ، فمتواليات الظلم والإرهاب بشير سقوط الطغيان والانقلاب .. وابشروا.