إن من أهم الأسس في بناء المجتمع السليم الذي يرتكز على العقيدة الثابتة والتربية الصالحة بكل بساطة هو الانتماء
إن من أهم الأسس في بناء المجتمع السليم الذي يرتكز على العقيدة الثابتة والتربية الصالحة بكل بساطة هو الانتماء.
يبدأ الانتماء حين تنشئ العائلة أفرادها على التكافل والترابط واللحمة والاهتمام بكل احتياجات أفراد الأسرة، وكتم الأسرار ومعالجة المشكلات، والاحترام المتبادل، والحوار والاحتواء والدعم المادي والمعنوي.
ومن العائلة يكون الانتماء للبلد, كتربية الأبناء على حب مدينته أو قريته, ويبدأ من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إماطة الأذى عن الطريق صدقة”, ومن هذا المبدأ يكون الحفاظ على الممتلكات والحرص على النظافة العامة للبلد، هذا البلد الذي نعيش فيه وبه, يجب أن ننتمي إليه بشكل فعلي, فواجبنا هو غرس العمل التطوعي في نفوس الأبناء وعقولهم على أنه عمل خير, وثمنه احترام الناس وتقديرهم في الدنيا, والأجر والثواب العظيم عند الله تعالى، نعلم ونغرس في نفوس أبنائنا أن تطوير البلد هو واجب، يجب أن نجعلها في سلم أولوياتنا، وتشجيعهم على التواصل مع الناس وأبناء البلد؛ ومن ثم نغرس في نفوسهم حب الوطن، فأعظم البشر حباً لله وولاءً له هو النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك لم يمنعه ولاؤه لربه من أن يعبّر عن حبه لوطنه؛ فقال عن مكة المكرمة: “ما أطيبك من بلد، وما أحبك إليّ، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك”، وعندما هاجر إلى المدينة واستوطنها ألفها، وحينها أحب المدينة، ودعا الله أن يرزقه حبها فقال: “اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد”, إذ في مكة مولده ونشأته، وفي المدينة منزله ومسكنه وكلاهما وطنه وحبه.
ومن العائلة يكون الانتماء للمجتمع والناس، حيث يكون الاحترام المتبادل بين الأفراد، وإظهار الهوية الإسلامية في السلوك والتعامل مع الناس، كرم وأخلاق وأمانة.
ومن العائلة تتشكل في نفوس الأبناء العقيدة الإسلامية السليمة الراسخة التي لا تتزعزع مهما كانت الأوضاع وتغيّرت الأحوال, والانتماء إلى هذا الدين في الروح والقلب والجسد, ومن الإيمان والعقيدة التي يجب أن تحفر وتغرس في نفوس الأبناء هو حب الأقصى؛ عقيدة وانتماء، ولنعلِّم أبناءنا أن الأقصى عقيدة وانتماء، وأن الأقصى هو القلب النابض لروح فلسطين، وأن المسجد الأقصى هو الشريان الذي يبعث الحياة للأمة الإسلامية، حيث قال صلى الله عليه وسلم: “لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد؛ المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى”.
أيها الآباء, أيتها الأمهات..
لا تستصغروا أطفالكم, فإنّ الهم كبير, والواجب أكبر, وإنّ على الأطفال أن يعيشوا الأحداث حتى يعرفوا معنى الانتماء، خذ أطفالك وشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك, علّم ابنك, علّم ابنتك، أن الرباط هو من أعلى مراتب العقيدة ومعالم الدين، وأنّ للكرامة ثمناً, وأنّ سلعة الله غالية.