يبدو ان الماسونية العالمية تغير أسلوبها بين فترة وأخرى في اثارة الفتن، وممارسة الابتزاز، وفق طبيعتها الشاذة، ونشأتها الإجرامية، كيف لا وهي مسخ بلا هوية ولا إنسانية، يقتات منتسبوها على المال الحرام، والمنصب المغتصب، والجاه المزيف، على حساب كرامة الشعوب وإنسانيتهم، مهما تنوعت الأعراق والأديان والالوان، لأنها ذات نشأة يهودية صرفة.
ومن الوسائل السمجة التي يستخدمونها في عالمنا الاسلامي بشكل عام، والعربي بشكل خاص، والتي باتت وسائل مكشوفة ومعروفة عالميا، منها ما عشناه سنوات طويلة بين أحزاب عسكرية، وتيارات علمانية بأسماء نوعية، مثل البعثية، والاشتراكية، والقومية، والشيوعية، والليبرالية .. وغيرها، والتي فشلت جميعها أيما فشل في إلغاء الهوية الاسلامية.
ومنها ما نراه الآن من سحب البساط تدريجياً من تلك الأحزاب والتيارات، وتسليمها لأحزاب ذات شكل ديني او اسلامي، هي من صنيعتهم، واختراقهم، وتوجيههم، بغية استكمال المخطط لدحر الاسلام وأهله، وهي أشد خطراً وفتكاً من سابقتها.
لذا لا تجد المشاكل والقتل والحروب والدمار في هذه المرحلة الا في بلاد المسلمين، وما أفغانستان والعراق والشام واليمن عنا ببعيد، فضلا عما يحدث في ماينمار وسرنديب.
وقد بدأت المرحلة الجديدة .. مرحلة “الشرق الأوسط الجديد” منذ سقوط الشاه، والتي أسفرت عن مقتل مئات الآلاف من الشعبين المسلمين .. الإيراني والعراقي في الحرب الماسونية بالوكالة!
ثم جاءت قاصمة الظهر .. الاحتلال العراقي الغاشم للكويت، والذي نتج عنه تفكك وتشرذم عربي واسلامي غير مسبوق.
وهكذا استمر الحال تدريجيا، بما يسمى التفتيت الناعم، وصولاً الى ما نحن عليه الآن، كنتيجة مفتعلة لما يسمى “الربيع العربي”، والذي جاء بأعظم نكسة قيمية وانسانية في التاريخ، وليس من رأى كمن سمع.
وما نراه هذه الأيام من تفجيرات “داعشية”، بعد ١٠ سنوات “قاعدية”، استنفدت سبلها في بحيرات الدماء، والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من المسلمين، في بلاد المسلمين، وعلى أيدي المسلمين، وبأسلحة ودعم مادي ولوجستي من غير المسلمين، هي بلا شك امتداد لهذا المخطط الماسوني، علموا ام لم يعلموا، شاؤوا ام لم يشاؤوا .
لقد عاثوا في الارض فسادا بدعم استخباراتي غير مسبوق، ولما رأوْا ضعف الاستجابة لهم، ولفتنهم واستفزازاتهم، انتقلوا الى مرحلة تفجير المساجد عبر المغرر بهم من الشباب التائه والمغتر بنفسه، تارة لاثارة الفتنة بين السنة والشيعة، وتارة لابتزاز الدول وتخويف الناس وارهاب العسكر، وما جرى من تفجير اخير في السعودية، انما هو للابتزاز ولي الذراع، وهذا ما لم يحققوه.
ان اكتشاف هذا الاختراق من المثقفين خاصة، والنَّاس عامة، يجعل الجميع متحصنا من تلك الممارسات، واي استجابة لهم، انما هو نجاح لمخططهم، فلا ينبغي لوسائل الاعلام الاغراق في توزيع التهم وتصفية الحسابات، ولا ينبغي لليبراليين ان ينتقموا من الإسلاميين، ولا ينبغي للشيعة التصعيد ضد السنة، ولا ينبغي للجامية تصفية السلفيين والاخوان، لأن هذا في علم البشر يسمى “انتهازية”، انما ينبغي الاتجاه نحو وحدة الصف، واحترام الآخر، والتعايش والوحدة الوطنية، لأن القاتل اثبت انه لا يقصد طائفة بعينها، انما يقصد الارض والوطن.
والله خير حافظاً وهو ارحم الراحمين.
***
خالص العزاء للملكة العربية السعودية على شهداء التفجير الأخير، ونسأل الله لهم الرحمة، والمصابين الشفاء، والجميع الأمن والأمان .