ذكرت تقارير إعلامية وأخرى مصادرها دبلوماسيون أفارقة؛ أن بعض الحركات المسلحة وعلى رأسها تنظيم “بوكو حرام”، و”القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، وفرع “تنظيم الدولة” بأفريقيا، أن العديد من هذه الحركات بدأت تولي اهتمامها بدولة ساحل العاج التي ظلت لعدة سنوات بعيدة عن أن أنشطة الحركات المتشددة.
وتقول تقارير صحيفة أفريقية: إن تنظيم “بوكو حرام” بدأ في تشكيل خلايا في بعض القرى بساحل العاج، متوقعة أن تكون البلاد عرضة لهجمات المتشددين خلال الفترة القليلة القادمة.
وقد أعلنت السلطات في ساحل العاج عن اتخاذها تدابير أمنية جديدة في المناطق الشمالية المجاورة لدولة مالي لحمايتها من أي هجوم من الحركات الجهادية المتطرفة، وحث القادة العسكريون في ساحل العاج سكان مناطق كورهوجو وأودييني الشمالية على التعاون مع قوات الدفاع والأمن بالإبلاغ عن أي أشخاص مشتبه بهم.
وتأتي التحذيرات من وجود الحركات المتشددة في شمال ساحل العاج بالتزامن مع تزايد أنشطة هذه الحركات في وسط وجنوب وشمال مالي، خصوصاً مع ظهور ما يعرف بجبهة “ماسينا” المتشددة، وهو ما بات ينذر باشتداد العنف وتصاعد التطرف في القارة السمراء.
وقد أثار ظهور تنظيم “ماسينا” المتشدد الذعر في عدد من الدول الأفريقية، حيث بدأت هذه الحركات عملية استقطاب وتجنيد واسعة للشباب الأفريقي، خصوصاً شباب أقلية الفولاني العرقية المهمشة في مالي.
وقد أبدى عدد من الدبلوماسيين الغربيين خشيتهم من إضفاء طابع إقليمي على العنف من خلال ظهور جماعة جهادية بين الأقلية الفولانية التي ينتشر أفرادها البالغ عددهم 20 مليوناً عبر غرب أفريقيا ووسطها.
ويرى المحلل السياسي أحمد ولد محمد؛ أن توسيع دائرة الدول الإفريقية التي تنشط فيها الجماعات المتشددة، يؤكد أن هذه الحركات بدأت – بالفعل – تستعيد عافيتها بعد الضربات الموجعة التي تلقتها على أيدي القوات الدولية بشمال مالي وعلى حدود النيجر.
ويضيف ولد محمد في حديث لـ”المجتمع” أن مهمة هؤلاء المتشددين في ساحل العاج لن تكون سهلة بفعل الموقع الجغرافي لساحل العاج، وبحكم التواجد الأمني الفرنسي في هذا البلد.