وصف المحلل والمفكر السياسي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت د. شفيق الغبرا، ما يحدث الآن في الأراضي الفلسطينية وارتفاع وتيرة المواجهات بـ”الهبة الشعبية”، وموجة جديدة من موجات المقاومة تأتي بعد مرحلة من التدرج منذ سنوات، مؤكداً أن ما يميز هذه الهبة أنها “مدنية” تكشف الوجه الحقيقي للاحتلال وممارساته العنصرية.
وشرح الغبرا العوامل التي أدت إلى هذه النتيجة الطبيعية منها: انسداد في السبل السياسية، انسداد في آفاق الحل، التوسع الاستيطاني الذي يزداد، ويهدد المسجد الأقصى بصورة أكبر وأخص وأعمق، هناك بطالة تعم الشباب والجامعيين وغير المتعلمين، بحسب “شؤون خليجية”.
وأضاف: إذن هناك مـأزق كبير أوصل الشباب الفلسطيني لهذه الحالة، تفاعلاً أيضاً مع الأوضاع العربية التي حركت الجيل العربي الشاب، يسعي الشباب الفلسطيني للتعبير عن نفسه بصبغة فلسطينية لحراك الشباب العربي، يسعى لإيقاف التهويد، يسعى لصد الاستيطان، يسعى لإيقاف القتل الذي تمارسه “إسرائيل”، ما زلنا نتذكر حرق العائلة الفلسطينية – في إشارة لعائلة الدوابشة – مازال القتل مستمراً من الجانب “الإسرائيلي” لأدنى شبهة، يسعى لإيقاف كل ما هو من ممارسات في القدس في الخليل من فصل عنصري، واضطهاد، وعنصرية كبيرة تمارس ضد عرب 48 على مستوى حياتهم اليومية، وأعمالهم وتنقلهم.
وأوضح أن الحصار المرعب والقاتل على غزة قبل الحرب وأثناء الحرب وبعد الحرب والأفق مسدود، كل هذا يفجر تلك النتيجة الحتمية.
وحول هذه الانتفاضة وهل ستكون حالة مؤقتة تنتهي كسابقاتها من موجات الغضب الفلسطيني؛ أكد الغبرا أنه يرى أن منسوب المقاومة الفلسطينية ارتفع، ولكن ليس بالضرورة أن تشبه الانتفاضة الأولى، ويجب ألا تكون مثل الانتفاضة الثانية، متابعاً: أرى أنها ستكون مختلفة، موجة مدنية، ستهب ثم تهدأ، ثم تهب ثم تهدأ، ستأتي ثم تختفي، ثم تأتي ثم تختفي لتظهر بصورة أعمق.
ونبه إلى أن هذه ستكون طبيعة المرحلة القادمة، مقاومة تكشف الحركة الصهيونية وسياسات “إسرائيل” العنصرية، ستضع على “إسرائيل” ضغوطاً دولية وعربية كبيرة، تفرض عليها أن تكشف حقيقة الوجه التي تمارس من خلاله احتلالها، تجعل الاحتلال يكون احتلالاً ويعبر عن الاحتلال، وليس احتلالاً لا يدفع أي ثمن، واحتلالاً لا يشعر بالمسؤولية، واحتلالاً يسعى باستمرار لتحميل الضحية الثمن والمسؤولية، مشدداً على أنه إذن بداية مرحلة جديدة، وستأخذ الوضع الفلسطيني في اتجاه تعميق المقاومة والمواجهة، وكشف الوضع “الإسرائيلي” بصورة أكبر وحكومة نتنياهو بالتحديد.