تباهي رئيس بلدية القدس الصهيوني نير بركات بالإجراءات العقابية ضد المقدسيين، لم يمض عليها أسابيع حتى كان رد المقدسي الشهيد المحرر مصباح أبو صبيح بعملية بطولية، أعلنت فشل كل ما تم تطبيقه على المقدسيين من عقوبات أمنية واقتصادية وسياسة التهجير الجماعية، والاعتقالات الميدانية، وزيادة وتيرة الاستيطان حول المسجد الأقصى وباقي أحياء المدينة المحتلة.
الصحافة العبرية علقت على عملية الشهيد مصباح أبو صبيح بالقول: لا فتى مع سكين بعد اليوم، عملية القدس تعيد البنادق للفلسطينيين.
المقدسيون أول من احتفل بعملية القدس وتصويرها والابتهاج بتنفيذها، والتجمهر حول منزل الشهيد مصباح أبو صبيح، وإطلاق الشعارات والهتافات التي تشيد بالعملية ومنفذها البطل.
محمد صيام من بلدة سلوان الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى قال لـ”المجتمع”: نحن نفتخر بهذه العملية البطولية، فالشهيد مصباح معروف بدفاعه المستميت عن المسجد الأقصى، وحمايته من المقتحمين، وهو يحمل لقب اسم “أسد الأقصى”، فالعقوبات التي فرضت عليه بدءاً بالاعتقالات المتكررة، وقرارات الإبعاد ثم الحكم عليه بالسجن، فالشهيد مصباح صورة حقيقية عن كل مقدسي يعيش في القدس، فالإجراءات الانتقامية لا تتوقف على مدار الساعة، لذا شكلت العملية رد اعتبار للمسجد الأقصى الذي يدنس يومياً، وللمقدسي الذي يعاقَب باستمرار.
ويقول فخري أبو ذياب، من لجنة الدفاع عن سلوان وأحياء القدس، عن العملية البطولية: ماذا يتوقع الاحتلال من إجراءاته العقابية ضد مواطنين هم أهل الديار، ففي سلوان يتم تهويد البلدة بحجة المزاعم التوراتية، وأنها مدينة داود، وفي المسجد الأقصى يتم التدنيس يومياً، وفي المنزل تكون الضرائب من قبل البلدية، وفي المتجر تفرض العوائق على التجار حتى يتركوا محلاتهم، وفي المدارس تفرض المنهاج الإسرائيلية، فحياة المقدسي أصبحت تحت الركام، وهذه العملية وما سبقها تعبير عن قدرة المقدسي على تغيير الواقع المرير.
وعلق المواطن المقدسي من بلدة سلوان عزام أزغير قائلاً: في عملية القدس نقلة نوعية في مجال العلاقة مع المحتل، فالشهيد مصباح واجه جنوداً، وشاهدنا هلع ورعب الجنود، ولو كانت لدى الشهيد إمكانيات ما لدى جنود الاحتلال لكانت الصورة مؤلمة للجانب “الإسرائيلي”، فشجاعة الشهيد المحرر مصباح فاقت تدريباتهم الوهمية، والتباهي بالقوة المزيفة لديهم”.
ويرى الخبير في الشأن “الإسرائيلي” محمد أبو علان أن هذه العملية جاءت لتعلن فشل كل التحليلات من قبل المتحدثين والمحللين العسكريين الذين أكدوا تلاشي العمليات في القدس وانتقالها إلى مناطق أخرى مثل الخليل، وباقي مدن الضفة الغربية، وأن عنصر الردع نجح في ثني المهاجمين عن تنفيذ عملياتهم، وكانت الخسائر في الأرواح جراء العملية صدمة للمؤسسة الأمنية، ونوعية السلاح المستخدم أيضاً.
وأضاف أبو علان أن العملية النوعية جعلت “الإسرائيلي” يتهم القضاء “الإسرائيلي” بالعبثية؛ لأنه وقف موقف المتفرج حتى يسلم الشهيد نفسه لسلطات الاحتلال بقرار قضائي، فالعملية خلطت أوراق “الإسرائيليين” في كل المجالات، وأعادت الهيبة للمواطن المقدسي.