“برامج كتب أفكار مقالات كتابات نصائح..”، كثير من هذه الأمور حملت هذا العنوان، ولما لا فالأمر يحتاج بالفعل لجهد كي نصل لثمرة “البصمة التي تصنعها”.
بداية؛ البصمة هي ذلك الخاتم الإلهي الذي ميز الله تعالى به كل إنسان عن غيره، بحيث أصبح لكل إنسان خاتمه (بصمته) المميزة له في الصوت والرائحة والعينين والأذن.. إلخ.
ولذلك فالبصمة قصة عجيبة في دلالات عظمة الله عز وجل، فتخيل العالم الذي يتكون الآن من أكثر من 9 مليارات و700 مليون نسمة، لا يوجد بينهم متشابهون في البصمة؛ وهو ما أثبته عالم الوراثيات جالتون بأنه لا يوجد شخصان في العالم كله لهما نفس التعرجات الدقيقة، وقد أكد أن التعرّجات – المكونة للبصمة – تظهر على أصابع الجنين وهو في بطن أمه عندما يكون عمره بين 100 و 120 يوماً.
هذا ربما فيما نعنيه بالمعنى المباشر لمفهوم البصمة، لكن دلالة أخرى وهي ما نقصده هنا متعلقة بالأمر وهي “بصمتك أنت في هذه الحياة”، بصمة ذلك الشخص الذي يعيش بين هذه المليارات من البشر ما الذي تسعى لتركه خلفك كي تصبح في حد ذاتك بصمة.
أتحدث عن ذلك التمثال الذي يقف منصوباً في جامعة موسكو للعالم المسلم البيروني ليخلد ذكراه، ذلك الرجل الذي صنع بصمته في علم الجيولوجيا، أتحدث معك عن تمثال للعلامة ابن حزم في قرطبة والمدون أسفله “الفيلسوف”، ما الذي صنعه ذلك الرجل ليخلد ذكراه العدو قبل القريب؟ تخيل أن مكتبة باريس الكبرى تحوي 50 مؤلفاً للعالم المسلم جابر بن حيان.
لتضع بصمتك فأنت بحاجة لـ:
– تعرف على نفسك أكثر لتعرف إمكاناتك التي يمكن من خلالها أن تترك الأثر وتصنع الفارق.
– لا تستهن بالوقت؛ فالحياة ربما تكون هذه الدقيقة التي تعيشها.
– لا تستهن بالجهد؛ ففسيلة هي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لتترك بصمتك عند قيام الساعة: “إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها”.
– في عملك فرصة جيدة لتستغل الوقت الذي تبذله فيه في أن تترك تلك البصمة.
اجعل لحياتك معنى، واحرص على آخرتك لتتزود من تلك الحياة، يقول الأديب والفيلسوف العربي مصطفى صادق الرافعي في كلمات قوية الدلالة والمعنى: “إذا لم تزد على الحياة شيئاً تكون أنت زائداً عليها”.