للمؤسسات العاملة في مجال العمل الخيري مستويات مختلفة ومجالات متعددة، فمنها المؤسسات الصغيرة والكبيرة، ومنها المؤسسات القديمة والحديثة، ومنها الداعمة والمنفذة.. تختلف نشاطاتها وبرامجها كما تختلف خدماتها ومنتجاتها، ولكنها تتفق على أنها تحتاج للتسويق بطريقة إبداعية لتحقق أفضل أداء نحو التميز والريادة التي تسعى لها المؤسسات الخيرية.
إن التسويق للجهات الخيرية ليس سراً غامضاً، إنه مجموعة من القرارات البسيطة والخطوات العملية التي يجب اتباعها من أجل تطبيق تلك القرارات لتساعدك على إعادة اكتساب الوضوح والثقة والتحكم الذي تحتاجه لتصل إلى مستويات أعلى من النجاح.
حديثي معكم يتصل بمعنى قلَّ من يتحدث فيه؛ وهو التسويق الاستشاري الموثوق به، والذي يسميه البعض تسويق المحتوى، وله أربع طبقات كما يعبر عنه «ديفيد نيومان»، وهو أحد خبراء التسويق، هذه الطبقات التي تحتاجها هي:
– السمعة.
– التوسع.
– التأثير.
– الجاذبية.
تتوقف العديد من المؤسسات إلى طبقة السمعة؛ حيث تأتي نظير عملك وسجل أدائك الذي بدأ بالظهور والبروز بعد مدة من الوقت، والذي فرضته جودة عملك وإتقانك له، فإذا توقفت عند هذه الطبقة؛ ستجد صعوبة بالغة في اجتذاب عملاء ومتبرعين جدد ومحتملين لمؤسستك الخيرية، فعبارة «عملي لا بد وأن يتحدث عن نفسه» يقولها الكثير من الأذكياء، الأذكياء الذين يعانون كثيراً في تسويق مشروعاتهم وخدماتهم.
تأتي طبقة التوسع كأسلوب لتقوية تلك السمعة؛ حيث يجب عليك الدخول إلى عالم التسويق في الوسائط الاجتماعية، والعلاقات العامة للسوق الخيرية، والتسويق المقالي، والمدونات وغيرها من وسائل التوسع المتاحة والمتجددة لنشر أفكارك والإعلان عن خبراتك.
تبدأ بعدها الطبقة الثالثة وهي التأثير، إنها المرحلة التي تبدأ فيها الاستفادة من أصولك في التسويق الاستشاري الموثوق، مثل المقالات، والمدونات، ومقاطع الفيديو، والبودكاست، والمقابلات، والتقارير الرسمية، والتقارير الخاصة، ومقاطع من كتب، وأدوات التسويق القيمة الأخرى، حيث باستطاعتك الآن الوصول للعملاء المحتملين بصورة كبيرة بشكل فردي، وهنا تصبح مهمتك هي وضع المشروع الصحيح وعرضه بالمكان الصحيح والطريقة الصحيحة للعميل الصحيح.
الطبقة الرابعة هي الجاذبية: إن الأمر هنا أشبه بالطاحونة تستغرق وقتاً طويلاً لتدور، ولكن إيقافها صعب للغاية، نظراً لقوة الدفع الخاصة بها، إن هذه هي المرحلة التي تبدأ فيها مشاهدة النتائج، خيوط تبرعات أكثر، عملاء محتملون أفضل، فرص أكبر، حوارات أكثر، تحالفات ذات مستوى أرفع، دعوات أكثر للتحدث، والنشر، والاستضافة، والمزيد من الدعوات للقيام بعمل رائع بمبالغ كبيرة لعملاء ومتبرعين كبار أصبحوا الآن يعرفونك، ويحبونك، ويثقون بك بالقدر الكافي الذي يجعلهم يسلمونك شيكات مبالغ مالية تحوي ستة وسبعة أرقام، وهذا لأن مستوى ثقتهم في خبرتك أصبحت قريبة من مائة بالمائة.