قال رئيس هيئة علماء السودان، محمد عثمان صالح: إن الدول الأوروبية تهاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ لأنه يمثل “الإسلام المعتدل والحقيقي”.
وفي مقابلة مع “الأناضول”، انتقد صالح مهاجمة الأوروبيين للاستفتاء، المزمع عقده في تركيا، الأسبوع المقبل، دون منطق وهُدى، رغم أنه من صميم الديمقراطية والشورى.
ودمغ رئيس الهيئة المدعومة من الحكومة، وتضم نخبة من رجال الدين الإسلامي بالسودان، الدول الأوروبية بالتعامل بازدواجية مع أي فعل يأتي من المسلمين أو دولهم.
واستطرد: ما نشهده من انتقاد للاستفتاء في تركيا، رغم أنه في مصلحة شعبها، خير دليل على هذه الازدواجية.
ورأى الداعية السوداني أن كل سلوك ديمقراطي يصدر من الدول الإسلامية لا يروق لأوروبا في تناقض غريب مع زعمها رعاية الديمقراطية في العالم.
خيار الشعب
صالح، المتخصص في مقارنة الأديان، وحاز على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة أدنبرة ما بين العامين 1970 و1976م، أشار إلى أن الاستفتاء للشعب ليقول كلمته، إنه من مسلمات الديمقراطية فكرياً وتاريخياً.
وتساءل رئيس علماء السودان: الخيار متروك للشعب التركي ليقول: نعم أو لا، فهل هناك ديمقراطية وشورى أفضل من ذلك؟ قبل أن يجيب: إنه فعل يعزز مكانة الشعب ويعطيه حريته ليتخذ ما يريد.
ومن المنتظر أن يبت الشعب التركي، خلال الاستفتاء المقرر تنظيمه في يوم 16 من أبريل الحالي، في تعديلات دستورية، مقترحة من حزب العدالة والتنمية الحاكم، أبرزها تحويل نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي.
وتشمل التعديلات أيضاً زيادة عدد نواب البرلمان من 550 إلى 600 نائب، وخفض سن الترشح للانتخابات العامة من 25 إلى 18 عاماً.
وخلال الأسابيع الماضية، توترت علاقات أنقرة مع عدد من الدول الأوروبية، بينها ألمانيا وهولندا وسويسرا، إثر منعها إقامة لقاءات بين وزراء أتراك والجاليات التركية في هذه البلدان، لحثها على التصويت لصالح التعديلات الدستورية.
وما زاد غضب أنقرة سماح هذه الدول بتنظيم احتجاجات مناهضة للتعديلات الدستورية.
العداء لأردوغان
وأفاد صالح، الذي يعمل حالياً، أستاذ كرسي بجامعة أم درمان الإسلامية، وكان مديرها من العام 2001 – 2009م، أن عداء الأوروبيين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا ينفصل عن العداء التاريخي لمنظومة الإسلام والمسلمين.
ومضى بالقول: إنه عداء منذ الدولة العثمانية، حيث سيطر المسلمون على أراضٍ واسعة وانتشر الإسلام، فلم ترض أوروبا، وتآمرت على الخلافة العثمانية إلى أن سقطت في عام 1924م.
ويعتقد الرجل أن من إفرازات هذا العداء الحروب الصليبية، وما تلاها من سطوة أوروبية، واستعمار للشعوب المسلمة.
واعتبر رئيس علماء السودان أن الهجوم على تركيا ورئيسها هجوم على الإسلام المعتدل؛ لأنه يعكس وجه الإسلام الحقيقي، وهذا العداء يتمظهر الآن فيما يسمى “الإسلاموفوبيا”.
استفتاء من أجل تركيا قوية
وفيما عبر صالح عن أمنياته في أن يمضي أردوغان في مشروعه لخدمة بلاده، والأمة الإسلامية جمعاء، دعا الدول الإسلامية إلى مناصرة تركيا في مواجهة هذه الاستفزازات.
وخصّ كل الأحزاب التركية بدعوته إلى مواجهة هذه الحرب الإعلامية التي لا تستهدف أردوغان فحسب، بل ماضي وحاضر تركيا ومستقبلها، والمسلمين بأسرهم.
وشدد على عمل كل الأتراك معاً؛ من أجل قوة تركيا اقتصادياً وسياسياً وفكرياً، ومواجهة الأوروبيين بالوسائل التي اختاروها؛ إعلامية أو غيرها.
وأبدى الرجل ثقته في تصويت الشعب التركي لصالح التعديلات؛ لأنها تضمن استقرار وقوة تركيا وريادتها، وهذا ما لا يريده الغرب.
وخلال الأيام الماضية، بدأ تصويت الجاليات التركية بالخارج على التعديلات الدستورية، وسط مؤشرات على إقبال كبير.