سعدية بيج تعد طبقاً من الطعام الشهي، في الوقت الذي تعد فيه مسلمة أخرى وهي آسيا شاكر كومة من السلطات والمقبلات.
حان الوقت لتناول طعام الغداء، ولكن لن تستطيع السيدتان سعدية، وآسيا، اللتان تشاركان في إعداد الطعام من تناول شيء منه – لأنهما صائمتان حتى غروب الشمس في شهر رمضان المبارك.
وفي الوقت نفسه، يقوم الزوج و6 متطوعين آخرين بتقديم وجبات الطعام، وجبات من المسلمين إلى المشردين.
تقول آسيا شاكر، وهي طبيبة أطفال: إنها خرجت بفكرة المشروع لأنها تبدو طريفة ومناسبة لشهر رمضان.
وقد بدأ شهر الصيام مع غروب الشمس في يوم 26 مايو الماضي، والصوم هو أحد الأركان الخمسة للإسلام، وفيه يمتنع المسلمون في جميع أنحاء العالم عن الطعام والشراب من الفجر إلى غروب الشمس طوال شهر رمضان.
تقول شاكر: إنه شهر بركة برغم أننا نصوم فيه وليس شهر معاناة كما يعتقد البعض.
وتضيف شاكر، عضو الجمعية الإسلامية الأمريكية في مدينة أوكلاهوما التابعة للمسجد الكبير: إنها أخذت فكرة المبادرة من “وجبات المسلمين” التي تقدم للنساء المسلمات كي تكون فكرة من أجل الإنسانية، وقد أعجبت الفكرة نادرا تشودري، مؤسسة المجموعة، وبدعم من جماعة الدين الإسلامي، جمعت النساء المال لتقديم 300 وجبة يومياً للمشردين طوال شهر رمضان.
وقال دان ستروجان، المدير التنفيذي لتحالف المشردين: إن المشروع كان رائعاً بسبب تعاطف المسلمين وطول المدة التي يخدم فيها المشروع المجتمع.
وأضاف: لا أدري ما إذا كان يمكن أن يتوافر لدينا مجموعة تقوم بهذا الالتزام الكبير لخدمة هؤلاء السكان على أساس التطوع على مدار العام.
شيء جميل أن يكون القيام بذلك كجزء من احتفالهم بشهر الصوم خدمة لأفراد المجتمع بغض النظر عن مكانهم أو إيمانهم، إنها حقاً منحة للمعذبين وملاذ للمشردين الذين لا يجدون المأوي.
هارولد أورانج، أحد الأفراد الذين جلسوا لتناول الوجبة، أعرب عن تقديره لكرم المجتمع المسلم قائلاً: إنه شيء رائع، أي شخص يتطوع ويساعد، هذا ممتاز، وأضاف: أنا مسيحي، وأعتقد أن المسلمين يجب أن يتمتعوا بحقوقهم كاملة؛ ولذلك فنحن بحاجة إلى التوقف عن “الإسلاموفوبيا”.
خلفيات متنوعة
وقالت شاكر البالغة من العمر 29 عاماً: إنها مسرورة بأن مشروع الوجبات من قبل المسلمين يقدم دعماً من خلال مجموعة متنوعة من المسلمين من مختلف المدن والمساجد والخلفيات في جميع أنحاء منطقة المترو في أدمون بأوكلاهوما.
وأضافت أن المسلمين الذين تطوعوا في هذا المشروع هم من العلماء والأطباء والطلاب والمعلمين والصيادلة والباحثين ودعاة الصحة العقلية، وكثير منهم من المهاجرين أو من أولاد المهاجرين، وفي يوم الثلاثاء الماضي، كانت النساء اللواتي قمن بتقديم الطعام يمثلن ثلاثة مساجد مختلفة في منطقة المترو.
وعلى الرغم من أنهن كن صائمات، عبّرت السيدات المسلمات واثنتان من الشابات بأنهن شعرن بالرائحة وهن يقدمن الطعام الذي لا يناولن منه شيئاً لكونهن صائمات.
وقالت أزرا بوكش، وهي مستشارة مهنية مرخصة وشقيقة شودري: إن الخدمة والتفاعل مع المشردين جعلاها أكثر إحساساً بمحنتهم.
وأضافت: نحن صائمون فقط لمدة شهر، ولكن هؤلاء الناس يكافحون من أجل الطعام والاحتياجات الأساسية طوال العام.
بوكش، وتشودري، مدرستان في مدرسة كاسادي، وتعيشان في منطقة أدمون وتصليان في مسجد الجمعية الإسلامية بأدمون.
وقالت تشودري: إن توقيت مشروع الوجبة لا يمكن أن يكون أفضل من ذلك الوقت.
وأضافت: مع المناخ السياسي الحالي، نعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لإعطاء صورة أكثر إيجابية للمرأة المسلمة، نحن نحب أوكلاهوما، ومن المهم بالنسبة لنا أن نخدم المجتمع، ونحن نحب هذا البلد، وقلوبنا مع أمريكا.
سعدية بيج (42 عاماً) وهي أيضاً معلمة من إدموند، أحضرت ابنتها أمل (15 عاماً) وابنة صديقة للمساعدة في تقديم الوجبات.
وقالت بيج: إنها وسيلة تعليمية ناجعة للأطفال لكي يفهموا ماذا تعلمنا من الصلاة، ويتطوعوا من أجل الإنسانية بشكل عام، وهذا ما نفعله وهم يشاركوننا.
وفي الوقت نفسه، قالت آسيا شاكر: إن الوجبات المقدمة من قبل المتطوعين المسلمين تشمل أيضاً الرجال، والشباب وأفراداً من مختلف الأديان، بالإضافة إلى مجموعة من النساء.
وقالت: إن توقيت رمضان خلال شهري مايو ويونيو يعني أن المسلمين يصومون لساعات طويلة، حتى غروب الشمس حوالي الساعة 8:45 يومياً.
ومع ذلك، فإن اليوم الطويل يعني ببساطة المزيد من الوقت للتفكير في مواضيع رمضان الخيرية، وحسن النوايا والإيمان.
وقالت: هذه الوقفة الكبرى مع النفس فرصة لتحسين أنفسنا وتجديد علاقتنا مع الله، فلماذا لا نغتنم هذه الفرصة لمساعدة الناس في مجتمعنا؟