اعتبر أكاديميون مغاربة أن “الخطاب الإسلامي يمتلك مقومات وركائز ذات بعد قيمي إنساني ومعرفي مشترك يمكن أن تشكل حلا للانقسام والمعاناة التي تعرفها البشرية”.
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان “إشكالية الهوية في أبعادها المجتمعية”، عقدت السبت، ضمن أعمال مؤتمر “تجاذبات الهوية.. الدلالات والتحديات”، بمدينة وجدة (شمال شرق)، وينظمه مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية (غير حكومي).
وقال سعيد شبار -أستاذ في جامعة السلطان مولاي سليمان بمدينة بني ملال (حكومية)- إن “البشرية تحتاج اليوم لنموذج أقوم، وليس أقوى كالنماذج التي أشعلت الحروب الاستعمارية والحروب الدائرة اليوم، التي أنهكت البشرية وأدخلتها في دوامة اللاستقرار”.
ولفت إلى أن “الاختلاف مع الآخر هو اختلاف رأي واعتراف له بالاختلاف معه فكرا وقناعة سياسية وعقيدة، بعيدا عن أي إقصاء أو صراع”.
واعتبر شبار أن “التصنيفات السياسية والجغرافية والدينية والثقافية هي موقف مسبق ينتج عنه تداعيات سياسية واقتصادية خطيرة”.
من جانبه، دعا عبد الرحمن بودرع -أستاذ في جامعة عبد المالك السعدي بمدينة تطوان (حكومية)- إلى “الاهتمام باللغة باعتبارها وسيلة إدراك الهوية وتصنيف المجتمعات ونظرا لخطرها وشموليتها”.
من جهته، اعتبر عبد العزيز فارح -أستاذ بجامعة محمد الأول (حكومية)- أن “تعدد الهويات وتنوعها يتماشى مع نمو الإنسانية الفطرية وشعورها بالانتماء الخاص بالاعتزاز”.
وقد بدأ المؤتمر الفكري أمس الجمعة بمناقشة موضوعات ترتبط بإشكاليات ومفاهيم الهوية وراهنيتها، وإشكالية الهوية في أبعادها المجتمعية في المغرب، والهوية والمواطنة والمسألة الدستورية، والهوية والعولمة ومجتمعات المعرفة وتكنولوجيا الاتصال، وغيرها.
ويعقد المؤتمر، على مدى يومين، 6 ندوات، بمشاركة علماء وأكاديميين ومفكرين وجامعيين مغاربة ومن دول إسلامية.