قال راميش راجاسينغام، منسق مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية: في كل يوم نمارس الضغط على النظام السوري بغية إجلاء المرضى الذين حالتهم الصحية غير مستقرة، من الغوطة الشرقية (ريف دمشق)، ونطرح هذه المسألة على جدول أعمالنا يومياً، ولكن النظام لا يزال يمنع عمليات الإجلاء.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها وكالة “الأناضول” مع راجاسينغام، حيث تطرق إلى الأزمة الإنسانية التي تشهدها الغوطة الشرقية المحاصرة من قبل النظام السوري، ومحافظة إدلب شمال غربي البلاد.
وأشار إلى نزوح 6 ملايين شخص من مناطقهم، وحاجة 13 مليون آخرين لمساعدات عاجلة في سورية.
وأوضح أنه بالرغم من توجيههم نداء للنظام السوري في 26 نوفمبر الماضي، بغية الحصول على موافقته لإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى الغوطة الشرقية المحاصرة، فإن النظام لم يستجب لندائهم حتى اليوم.
ولفت إلى أن 400 ألف مدني في الغوطة محاصرون من قبل النظام السوري، وأن المساعدات الإنسانية لهم تم إيقافها تماماً.
معاناة مستمرة
وتابع في ذات السياق: معاناة الناس في الغوطة مستمرة، لأنهم لا يستطيعون تأمين احتياجاتهم الأساسية مثل الغذاء والإمدادات الطبية، حتى الآن لم يتمكن سوى 30 شخصاً من مغادرة الغوطة، ويجب إجلاء المئات فوراً.
ولفت إلى أن أولويات مكتبهم الإقليمي هي إنهاء الحصار المفروض على الغوطة، وتقديم المساعدات للنازحين في محافظة إدلب.
وأضاف: كان الوضع سيئاً للغاية بعد سقوط المناطق الشرقية لحلب العام الماضي، لكن الأمر المحزن هو أن الوضع اليوم أسوأ مما كان عليه في حلب، اضطر 300 ألف شخص النزوح من مناطقهم منذ 15 ديسمبر الماضي.
وتابع: نحن بحاجة إلى 65 مليون دولار في الأشهر الثلاثة المقبلة لمساعدة الناس في المنطقة.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة وشركاءها قدموا مواد غذائية وصحية ومستلزمات نظافة للنازحين المقيمين في مخيمات المنطقة.
وبخصوص جهود تركيا تجاه اللاجئين، أشاد بحفاوة أنقرة في استضافة أكثر من 3 ملايين لاجئ على أراضيها، ومساعدتها الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بالوصول إلى إدلب وجنوبي حلب.
وتابع: تركيا سهّلت إيصال المساعدات إلى داخل سورية.
ولفت إلى وجود تعاون وثيق بين الأمم المتحدة وتركيا لاسيما مع حكومتها ووزارتي التربية والتعليم والصحة، والهلال الأحمر، وإدارة الطوارئ والكوارث الطبيعية (آفاد)، ووكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا)، في مسألة تقديم المساعدة إلى السوريين.
وبعد هجمات النظام، الجمعة، ارتفعت حصيلة قتلى الغارات الجوية والقصف المدفعي على الغوطة الشرقية إلى 533 مدنياً، إلى جانب إصابة أكثر من ألفي شخص، منذ 29 ديسمبر 2017، أي في غضون 43 يوماً.
وتقع الغوطة الشرقية ضمن مناطق “خفض التوتر”، التي تم الاتفاق عليها في مباحثات أستانة، في عام 2017، بضمانة من تركيا وروسيا وإيران، وهي آخر معقل للمعارضة قرب العاصمة، وتحاصرها قوات النظام منذ عام 2012.
ويعاني قرابة 400 ألف مدني نصفهم أطفال من حصار النظام في الغوطة الشرقية، وينتظر آلاف المدنيين المرضى الإجلاء من المنطقة معظمهم أطفال أو مرضى سرطان، في وقت لقي فيه العديد من الرضع والأطفال حتفهم جراء الجوع ونقص العلاج.