“ما هو الاقتصاد الأسرع نموا في العالم؟ غانا تنافس على القمة” .. تحت هذا العنوان نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية حول عوامل الطفرة الاقتصادية التي تحققها دولة غانا.
وتقول الصحيفة في التقرير الذي نشرته على موقعها الإلكتروني :”في الثمانينات من القرن الماضي، كانت غانا الدولة الواقعة في غرب إفريقيا في أزمة تعاني من الجوع بعد سلسلة من الانقلابات العسكرية ولكنها تعقد انتخابات سلمية منذ 1992 ورؤيتها الاقتصادية أصبحت أكثر إشراقا منذ عقد مع مستودعات نفط ساحلية كبيرة”.
وتضيف: الآن بينما ترتفع أسعار النفط مجددا، وتوسع الدولة في إنتاجه بشكل سريع، فإن غانا في طريقها لتحقيق فوز ملحوظ بالنسبة لدولة كانت موحلة في الفقر لفترة ليست ببعيدة، ومن المرجح أن تمتلك واحدا من أسرع الاقتصادات نموا في العالم هذا العام، وفقا للبنك الدولي وبنك التنمية الإفريقي وصندوق الدولي ومؤسسة بروكينز.
فنموها المتوقع في 2018 يتراوح بين 8.3 و8.9%، وربما يتخطى حتى الهند في ظل ازدهار قطاع التكنولوجيا، وإثيوبيا التي كانت واحدة من أسرع الاقتصادات الإفريقية نموا العقد الماضي بفضل توسع إنتاجها الزراعي وصادراتها من القهوة، بحسب الصحيفة.
ووفقا لتوقعات صندوق النقد الدولي فإن بوتان فقط في ظل اقتصاد محدود، وليبيا صاحبة الاقتصاد المدمر جراء الحرب، ربما تحققان معدلات نمو أكبر هذا العام.
وفي يناير الماضي، حقق مؤشر الأسهم في غانا أعلى معدل نمو في العالم، حيث بلغ 19٪ ، وفقًا لبلومبرج.
وبحسب الصحيفة فإن النفط ليس هو المورد الوحيد الذي ساعد في دفع اقتصاد غانا، فالكاكاو مورد طبيعي آخر كما أن المنتجون يستندون على ازدهار النفط.
يقول إيدموند بوكو المدير التنفيذي لمنصع “نيتشي كاكاو” إن: مصنعه الذي يعمل في تيما وهي ضاحية صناعية بالعاصمة أكرا لديه عقود لبيع كل المسحوق والزبد وقطع الشيكولاتة الذي يعتزم تصنيعها في 2018 .
وأضاف بينما يتدفق الموظفون بمعاطف المعمل الأبيض على مكتبه للحصول على أوامر السير اليومية:” هذه أول سنة نفعل فيها هذا”.
بوكو الذي ضاعف من طاقة مصنعه خلال العامين الماضيين يخطط لتوظيف 100 عامل آخر هذا العام، متوقعا أن يجد فرصة للتوسع في قطاعات أخرى.
وقال:” بمجرد أن يرى الناس أن الاقتصاد ينمو، فإن البنوك والمستثمرين سيرون أن غانا مكان جيد للاستثمارات”.
وبينما تسير البلاد في طريقها الآن، فقد حث اقتصاديون وخبراء غانا على تجنب ما يسمى بـ “لعنة الموارد” التي أصابت دول أخرى تعتمد بقوة على استخراج النفط والمعادن وهي صناعات غالباً ما ترتبط بالابتزاز والفساد، على حد تعبيرهم.
من جانبه تعهد الرئيس نانا أكوفو أدو المنتخب في أواخر 2016 في ظل موجة من الاستياء بشأن الوضع الاقتصادي، بمراعاة تلك النصيحة، وتوجيه عائدات النفط إلى التعليم والزراعة والتصنيع، لتنويع الاقتصاد.
وفي خطابه الأخير للأمة وصف رئيس غانا الصناعة التي تعتمد على الزراعة بأنها” العمود الفقاري” لأجندته الخاصة بالتنمية، وقال إن المصانع مثل مصنع بوكو ” كانت نقطة الانطلاق للتصنيع في معظم المجتمعات المتقدمة، مشيرا إلى اعتزامه توسيع الحوافز لمعالجي الكاكاو.