سيوافق يوم عيد الفطر هذا العام يوم الجمعة القادم بحول الله، وسيقع الاتفاق بين أوروبا والعالم العربي والإسلامي في يوم العيد، وهنا يأتي السؤال: ما حكم صلاة الجمعة يوم العيد؟
الذي أرجحه من أقول العلماء في المسألة خاصة لمسلمي أوروبا، هو سقوط فرض الجمعة بحضور صلاة العيد، ووجوب صلاة الظهر بعد دخول وقتها على من حضر العيد وترك الجمعة، وذلك لما يلي:
1- أنه الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه مِن الجمعة، وإنا مُجمِّعون”، وهو فعل عدد كبير من فقهاء الصحابة.
2- أن مقصود الجمعة قد تحقق في صلاة العيد، وهو الاجتماع وسماع الموعظة، وتكريره في اليوم الواحد مخل بالمقصدين.
3- يوم الجمعة هو يوم عمل لمسلمي أوروبا ويتعذر عليهم ترك أعمالهم للصلاتين.
4- من المقرر فقهاً أنه إذا اجتمعت عبادتان من جنس واحد دخلت إحداهما في الأخرى، كدخول الوضوء في الغسل، ودخول عيد الجمعة في عيد الفطر، كما علل ابن تيمية في ترجيحه لهذا القول.
5- إذا أقيمت الجمعة في مسجد واحد بالمدينة، يصح الاكتفاء به، ولا حاجة لإقامة الجمعة في كل مساجد المدينة، على أن يكون ذلك معلوماً للناس، ليقصده من لم يشهد العيد، وهذا هو المحقق لمقصود إقامة الإمام للجمعة، فإنّ تعدد الجمعات في يوم العيد يُنقص العدد، ويُفوّت معنى الاجتماع.
والله أعلم.
(*) رئيس لجنة الفتوى بألمانيا، وعضو المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث.