يسعى عشرات الآلاف من الأطفال في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، إلى مواصلة تعليمهم المدرسي رغم انعدام الخدمات في المدارس المدمّرة جرّاء هجمات نظام بشار الأسد وداعميه.
فقد دمّرت وتضررت مئات المدارس، منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد نظام بشار الأسد في سوريا عام 2011.
وفي إدلب تضرر 80% من مدارس المحافظة البالغ عددها الإجمالي 1148 مدرسة، في هجمات نظام الأسد وداعميه، وفق وزارة التربية التابعة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
عشرات الآلاف من الأطفال يتطلعون إلى معانقة فصولهم المدرسية؛ غير أن سوء أوضاع أسرهم الاقتصادية يجبرهم على العمل، هذا فضلا عن نقص الخدمات والموارد في هذه المدراس.
ومع الاتفاق التركي الروسي بشأن المنطقة التي تجنّبت كارثة إنسانية محتملة، ينتظر الإدلبيون اليوم ترميم مدارسهم وسد حاجحتها من المستلزمات والكادر التعليمي.
وفي 17 سبتمبر الماضي، أعلن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، في مؤتمر صحفي بمنتجع سوتشي عقب مباحثات ثنائية، اتفاقا لإقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق النظام ومناطق المعارضة في إدلب.
ويعد الاتفاق ثمرة لجهود تركية دؤوبة ومخلصة للحيلولة دون تنفيذ النظام السوري وداعميه هجومًا عسكريًا على إدلب؛ آخر معاقل المعارضة، حيث يقيم نحو 4 ملايين مدني، بينهم مئات الآلاف من النازحين.
وتعد مدرسة “كَفْر” في مدينة جسر الشغور التابعة لإدلب نموذجا لمئات المدارس، التي تنتظر إعادة إحيائها وترميمها.
يسعى المدرسون لتعليم 150 تلميذا في هذه المدرسة التي تهدّم جزء كبير منها في هجوم جوي لطائرات نظام الأسد عام 2015.
وفي حديث للأناضول قال مدير مدرسة كفر، عبد الغفور سليمان: إن المدرسة تقع في ريف جسر الشغور الجنوبي، مشيرا إلى معاناتهم في مواصلة تعليم التلاميذ.
وقال سليمان: “نعاني من صعوبات كثيرة في مجال التعليم بسبب الوضع المأساوي للمدارس حيث أن أغلبها مدمر دمارا كبيرا وغير صالح لإعطاء الدروس”.
وأشار مدير المدرسة إلى النقص في الفصول الدراسية ومستلزمات التعليم، علاوة على النقص في الكادر التدريسي.
وأكد أنهم “يضطرون إلى دمج أكثر من 50 تلميذا في شعبة واحدة (فصل واحد) وإلغاء بعض الصفوف بسبب نقص البناء ومستلزمات التعليم والوسائل المساعدة لعملية التعليم”.
من جانبه قال التلميذ أيهم الكردي البالغ من العمر 11 عاما، إنه يحب مدرسته كثيرا، ويريد التعلّم، مشيرا إلى نقص الفصول الدراسية وانعدام الأبواب والنوافذ.
بدوره أعرب التلميذ محمد سليمان عن أمله في ترميم جدران المدرسة المدمرة.
أما التلميذة لمياء الكردي فقالت إن طائرة أتت وقصفت مدرستهم، مضيفة أنها تطمح أن تكون مدرسة في المستقبل.