– يوسف: الواقع الإنساني في غزة سيشهد تطورات إيجابية خلال الأيام القادمة
– خلف: نوايا الاختبار لتفاهمات التهدئة بدأت وستستمر لعدة أسابيع
تشهد مباحثات التهدئة بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والاحتلال برعاية مصرية تطورات مهمة بدأت تترجم واقعاً على الأرض، وسط توقعات بأن تشهد الأيام القادمة الكثير من التطورات فيما يتعلق بالحصار والتهدئة وتوسيع مسافة الصيد، وصرف رواتب الموظفين، وتمويل مشاريع ضخمة في قطاع غزة من خلال الأمم المتحدة.
الخطوات العملية لتفاهمات التهدئة بدأت منذ الجمعة الماضي من خلال تغير نهج مسيرات العودة والاكتفاء بالتظاهرات السلمية، والتوقف عن إطلاق البالونات الحارقة وعدم إحراق الإطارات، بناء على التفاهمات التي تم التوصل إليها برعاية مصرية، حيث عقد الوفد الأمني المصري سلسلة من الاجتماعات بقيادات الفصائل الفلسطينية في غزة، وعلى رأسها حركة “حماس” لإبرام هذه التفاهمات، فيما شهد برنامج الكهرباء تحسناً غير مسبوق بفعل تشغيل محطة الكهرباء بتمويل من قطر لمدة ستة أشهر، على أن يتم الاتفاق على صرف رواتب الموظفين التابعين لحركة “حماس” من خلال الأمم المتحدة بتمويل من قطر يمتد أيضاً لستة أشهر.
عهد جديد
بدوره، قال القيادي البارز في حركة “حماس” د. أحمد يوسف لـ”المجتمع”: إن جهود التوصل لتفاهمات برعاية مصرية أنجزت، وإن الأيام القادمة ستشهد العديد من التطورات الإيجابية سيلمسها المواطن في غزة واقعاً على الأرض وهي من ثمرات الصمود والمقاومة مسيرات العودة.
وأكد يوسف أن هذه التطورات تشمل اتفاقاً على الهدوء مقابل الهدوء وتخفيف الاحتلال للحصار عن قطاع غزة، من خلال توسيع مسافة الصيد لـ14 ميلاً بحرياً، والسماح للعمال الفلسطينيين بالعمل داخل دولة الاحتلال، وأن هذا الاتفاق سينفذ على مراحل بإشراف القاهرة.
وأشار يوسف إلى أن دولة الاحتلال أبدت موافقة على تخفيف الحصار ووقف كل أشكال العدوان مقابل العمل على قاعدة الهدوء مقابل الهدوء من خلال وقف البالونات الحارقة التي تطلق على المستوطنات المحاذية لقطاع غزة.
وأشار د. يوسف إلى أن الميدان سيكون الحكم للدخول في المرحلة الثانية من تنفيذ الاتفاق الذي وافقت عليه الفصائل الفلسطينية، وهي صفقة تبادل الأسرى برعاية مصرية وستمتد فترة الاختبار لهذا الاتفاق عدة أشهر، إذا نجحت تلك الجهود وفق ما هو مخطط لها في الاتفاق المجدول زمنياً، سيتم بعدها الشروع في بناء مطار وميناء لقطاع غزة لإبرام اتفاق كامل في المرحلة الثانية مع “إسرائيل”، سيشمل مناقشة صفقة تبادل للأسرى بين حركة “حماس” والاحتلال وبناء ميناء ومطار بغزة وربط غزة مع العالم الخارجي، وأن “حماس” تدعم جهود القاهرة فيما يتعلق بالمصالحة الوطنية الفلسطينية وتم إطلاق الوفد الأمني المصري على ذلك.
مسيرات العودة مستمرة
من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين محمود خلف لـ”المجتمع”: إن الفصائل الفلسطينية اتفقت على نهج جديد بخصوص مسيرات العودة، وتم الاتفاق على وقف إشعال الإطارات شرق قطاع غزة في المسيرات الأسبوعية التي مر عليها 32 أسبوعاً، ووقف إطلاق البالونات الحارقة مع استمرار تلك المسيرات بصورة سلمية، مقابل تعهد الاحتلال بإدخال الوقود والأموال وفتح المعابر.
وأشار خلف إلى أن مدة الاختبار لاتفاق التهدئة الذي يستند إلى تطبيق تفاهمات التهدئة على قاعدة اتفاق عام 2014 ستستمر لعدة أسابيع، وسيكون الحكم هو الميدان، وأن الأولوية الآن هي للتخفيف من معاناة أهالي القطاع الذين أنهكتهم الحروب والحصار المفروض منذ 12 عاماً.
مشاريع ضخمة
هذا وتعهدت الأمم المتحدة بتمويل مشاريع ضخمة في غزة بقيمة 600 مليون دولار، تشمل توفير فرص عمل لنحو 50 ألف خريج جامعي وإعادة الإعمار لقطاع غزة، وتحسين الأوضاع الحياتية لسكان قطاع غزة.
وتعد الأيام القادمة بمثابة عهد جديد لقطاع غزة على كافة الأصعدة، فيما تتجه الأنظار إلى المحطة الثانية من هذا التطور وهو استكمال القاهرة لجهودها بتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام، وسط توقعات أن تمارس القاهرة ضغوطاً على السلطة الفلسطينية للانخراط في هذه التفاهمات من أجل تحقيق المصالحة، ورفع عقوباتها التي فرضتها على قطاع غزة لتحسين الظروف الإنسانية في القطاع.