أصيب عشرات المصلين الفلسطينيين، صباح اليوم الأحد، خلال مواجهات “عنيفة” اندلعت، عقب اقتحام المستوطنين، وقوات كبيرة من شرطة الاحتلال باحات المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، والاعتداء على المصلين، في أول أيام عيد الاضحى.
وأكدت مصادر محلية إصابة عشرات المصلين، بالأعيرة المطاطية وقنابل الغاز والصوت، في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، عقب اقتحامها باحات المسجد الأقصى.
وفي بيان مقتضب، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني، أن طواقمها في داخل باحات المسجد الأقصى تعاملت مع 61 مصابًا فلسطينيا، سواء بالأعيرة المطاطية أو بشظايا قنابل الصوت، وأخرى اختناقًا بالغاز، بينها إصابة طفل بشظايا قنبلة صوت، تم نقل 16 منها للمستشفيات.
وأضاف الهلال الأحمر أن عددا من سيارات الإسعاف التابعة للهلال متواجدة في باب الاسباط لنقل أي إصابات للمستشفيات.
وقال مسؤول العلاقات العامة والإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس فراس الدبس إن “إصابات وقعت في صفوف المصلين عرف من بينهم رئيس مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس الشيخ عبد العظيم سلهب”، دون تفاصيل.
يأتي ذلك بعد أن أدى أكثر من نحو 100 ألف فلسطيني، صلاة العيد التي تأخرت لأول مرة مدة ساعة عن موعدها لإحباط مخطط جماعات متطرفة دعت إلى اقتحام باحات الأقصى اليوم في ذكرى ما يسمونه “خراب الهيكل” المزعوم.
وأطلقت هيئات مقدسية نداءات للبقاء بالأقصى، تحسبا لدعوات المستوطنين باقتحامه، بحسب دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس المحتلة.
ونشرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس مقاطع مصورة أظهرت فيه مرابطة المصلين وهم يرددون التكبيرات ورد جيش الاحتلال بإطلاق كثيف للرصاص وقنابل الغاز والصوت.
اقتحام 450 مستوطنا
ولاحقًا، اقتحم نحو 450 مستوطنًا، ظهر اليوم، باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من شرطة وقوات الاحتلال، بعد محاولات لتقليل عدد المصلين بالأقصى.
وأصدرت شرطة الاحتلال بيانا جاء فيه أنه “عقب تقدير موقف للأجهزة الأمنية، تقرر فتح بوابات الأقصى” أمام المستوطنين.
ونفذ المستوطنون اقتحامهم عبر مجموعات، وسط تجدد المواجهات، فيما أغلقت تلك القوات باب المغاربة، بعد تمديد فتحه أمام هؤلاء المتطرفين لمدة ساعة تقريبا. وانسحبت قوات الاحتلال من المسجد الأقصى، وسط هتافات التكبير من قبل المصلين.
وبعد ساعة، تراجعت شرطة الاحتلال الإسرائيلية عن قرار السماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى بعد مواجهات واسعة مع الفلسطينيين، أسفرت عن إصابة 37 شخصًا.
وذكرت هيئة البث العبرية أن “الشرطة أعادت ظهر الأحد منع دخول المستوطنين إلى المسجد الأقصى بعد فترة قصيرة من السماح لهم بذلك، إثر تجدد المواجهات” احتجاجا على اقتحام المستوطنين ساحات المسجد بحماية قوات كبيرة من الشرطة.
وكانت الهيئات الإسلامية في مدينة القدس المحتلة، أعلنت، الجمعة، إغلاق جميع مساجد مدينة القدس في أول أيام عيد الأضحى، واقتصار صلاة العيد في المسجد الأقصى فقط، بعد إعلان مستوطنين نيتهم اقتحامه.
ودعت جميع أهل فلسطين إلى ضرورة الزحف أول أيام عيد الأضحى نحو القدس.
كما أكدت الهيئات الإسلامية على أن قرار دار الإفتاء بجواز تأجيل ذبح الأضاحي لليوم الثاني من عيد الأضحى حتى نعمّر الأقصى في أول أيام العيد.
وأطلقت منظمات “الهيكل” المزعوم المتطرفة دعوات إلى المشاركة في الاقتحامات الجماعية للمسجد الأقصى، خلال أيام عيد الأضحى المبارك، تزامنا مع ذكرى ما يسمى “خراب الهيكل”.