“وجهة نظر جارديان في القلق المناخي: نحن نعيش أوقاتا مرعبة”..
تحت هذا العنوان نشرت صحيفة “جارديان” البريطانية تقريرا حول المخاوف التي يعيشها سكان العالم بسبب التغير المناخي.
وقالت الصحيفة في الافتتاحية التي نشرتها على موقعها الإليكتروني وترجمها موقع مصر العربية إنه من المنطقي أن يصف علماء النفس المخاوف التي تصيب البشر من التداعيات المترتبة على التغييرات المناخية بـ”القلق المناخي”.
وأضافت الافتتاحية: “أينما كنت تعيش في هذا العالم، هناك أسباب وجيهة كي تشعر بالقلق جراء معدل ارتفاع درجات الحرارة في العالم، وقلة الإجراءات المناسبة التي تتخذها الحكومات، والشركات، والمنظمات بكل أنواعها لمعالجتها”.
ووصفت العواقب المتوقعة جراء التغير المناخي بأنها “مرعبة”، مشيرة إلى أنها سوف يتسبب في “مناخ أكثر حرارة، وارتفاع مستوى سطح البحر نتيجة ذوبان الطبقات الجليدية، وزيادة الاضطراب الأنظمة المناخية التي تسبب الفيضانات والحرائق والأعاصير، ونقص المياه والطعام، بالإضافة إلى أزمة التنوع البيولوجي وهي سبب آخر للخوف الشديد”.
وذكرت الصحيفة أن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أن انبعاثات الكربون بحاجة إلى أن تخفض بمعدل 7.6% سنويا، حتى نتجنب الارتفاع في درجة حرارة العالم 1.5 درجة مئوية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاضطراب الذي يمكن أن يسببه ارتفاع درجات الحرارة في المجتمعات الإنسانية، قد يكون هائلا، موضحة أن بعض الدول مثل بنجلاديش، من المرجح أن تشهد تأثيرات مدمرة بسبب ارتفاع الحرارة.
ورأت أن كل هذه الأسباب كفيلة بالقول أنه من المنطقي أن يصيبنا الشعور بالقلق من التغيرات المناخية.
ودعت الصحيفة إلى ضرورة تلبية الحاجة المتزايدة للدعم النفسي من قبل محترفين لديهم القدرة على التمييز بين المخاوف اليومية والتوتر الناتج عن الصدمات أو غيرها من الأعراض.
وتوقعت أن تؤدي الكوارث في نطاق حرائق الغابات الأخيرة في أستراليا، وفيضانات إندونيسيا إلى ردود فعل نفسية وبدنية خطيرة، خاصة مع الأطفال والفئات الضعيفة الأخرى.
يأتي هذا في الوقت الذي أصدرت فيه الوكالة الأوروبية للبيئة، تحذيرا بشأن زيادة معدلات وقوع الفيضانات والجفاف وحرائق الغابات في أنحاء القارة على مدار العقود المقبلة، مشددة على حاجة الدول للتكيف مع هذه التغييرات.
وذكرت الوكالة في بيان صحفي أن الجهود التي تهدف للحد من التغير المناخي يمكن أن تساعد في تفادي التأثيرات الأسوأ، مضيفة أنه مع ذلك أظهرت تقييماتها أن الأحوال المناخية سوف تزداد سوءا حتى في حال أثبتت الجهود العالمية للحد من الانبعاثات الغازية فعالية.
وقد أصدرت الوكالة، المسؤولة عن تقديم معلومات مستقلة تتعلق بالبيئة، سلسلة من الخرائط التي تصف الأخطار.
وأظهرت البيانات أن المناطق الساحلية سوف تكون الأكثر تعرضا لمخاطر ارتفاع مستويات المياه، خاصة مدن مثل فينيسيا، ونابولي، وبرشلونة.
كما ذكرت الوكالة أن الأمطار الغزيرة سوف تسبب المزيد من الفيضانات، حيث من المتوقع أن تشهد معظم المناطق في أوروبا كميات أكبر بنسبة 35% من الأمطار خلال فصلي الخريف والشتاء.
وحذرت من أن موجات الجفاف سوف تكون أكثر شيوعا في جنوب أوروبا بصورة خاصة، بالإضافة لكونها أكثر استمرارية، وسوف تزداد المنافسة على المياه بين قطاعات الزراعة والصناعة والاسكان.
ومن المتوقع أن تتسع رقعة حرائق الغابات، حيث ستشهد مناطق غرب ووسط أوروبا أكبر زيادة في حرائق الغابات، كما سيتعرض جنوب أوروبا لأسوأ تأثيرات جراء الحرائق.