اعتبر “منتدى كوالالمبور للفكر والحضارة” أن فيروس كورونا كشف “الخلل العظيم” في “النظام الرأسمالي”، وأكد الحاجة إلى “نظام عالمي تشاركي” جديد، يقوم على أسس عادلة ولا يستثني الدول العربية والإسلامية.
وبينما استنكر المنتدى الدولي، في بيان أصدره بختام اجتماع عقدته أمانته العامة “عن بعد”، الخميس، تقاعس المنظمات الدولية والإقليمية عن إسعاف الشعوب الأضعف في مواجهة الفيروس، اعتبر أن منظمة التعاون الإسلامي “لم تشذ عن ذلك” وكذلك جامعة الدول العربية.
وأضاف البيان، الذي نشره المنتدى عبر موقعه الإلكتروني، السبت، أن كورونا ساهم في “انكشاف الخلل العظيم الملازم للنظام الرأسمالي السائد، الذي يقوم على الفردانية الليبرالية وعلى الأنانية، وهيمنة الأقوياء وتراكم المنفعة المادية، وتركز الثروة في أيادٍ قليلة على حساب الإنسان والبيئة، ودون مراعاة للقيم الإنسانية العليا؛ كالعدالة والتعاون والتضامن والكرامة الإنسانية”.
وذكر أن نماذج هذا الخلل تجسدت في “بروز ممارسات تنم عن انحطاط أخلاقي وانهيار قيمي في عديد من الدول، كالعزوف عن النجدة كما حدث بين الدول الأوروبية وبين كثير من السكان، كالقرصنة والسطو على المعدات الطبية والشحنات الغذائية، ومن ذلك التضحية بكبار السن في تقديم الخدمات الصحية في العناية المركزة”.
وللمساهمة في معالجة هذه الأوضاع عاجلا وحفظ البشرية من أزمات أخرى مستقبلا، دعا المنتدى كل الدول والمنظمات الدولية والإقليمية وقوى المجتمع، لـ “ضرورة التوجه إلى إصلاحات عميقة في المنظومة الدولية، وإقامة نظام عالمي جديد تشاركي يقوم على الحوار والشفافية والتعاون”.
وأضاف: “يجب بناء منظومة جديدة تشمل عضوية مختلف الأمم على أسس عادلة، لا تُستثنى منها الدول العربية والإسلامية”.
كما دعا “منتدى كوالالمبور”، في بيانه الختامي، إلى بناء “منظومات اقتصادية تهتم بالإنسان والطبيعة، وتركز على التنمية المستدامة، والسياسة التشاركية في التنمية، والأبعاد الاجتماعية بدلا من سياسات الفائدة والجشع والأنانية والصراع المتوحش على الموارد والأسواق”.
تجريم الأسلحة الفتاكة
أيضا، طالب المنتدى بـ”حماية المدنيين من آثار الحروب، وتحريم وتجريم استعمال الأسلحة الفتاكة النووية والبيولوجية والكيماوية، وحماية السكان من الحصار والعقوبات الاقتصادية في ظل أزمة وباء كورونا”.
وقال إنه “يجب إعطاء الأولوية للإنسان في مواجهة أزمة كورونا، لا سيما في المناطق الأكثر حاجة وضعفا، ولدى الفئات الضعيفة كاللاجئين والمساجين والمسنين والمرضى”.
وأكد المنتدى “ضرورة التكفل بالآثار الاقتصادية الناجمة عن الحجر الصحي، وعن توقف المؤسسات الاقتصادية، وتوفير الاحتياجات المعيشية الضرورية لحياة الإنسان”.
وفي مقابل مظاهر قرصنة لوازم طبية لمكافحة كورونا بين بعض الدول الغربية، حرصت تركيا على إرسال مساعدات طبية عاجلة إلى العديد من الدول، ما لاقى إشادة كبيرة من منظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر صحفي، الجمعة.
وحتى مساء السبت، تجاوزت إصابات كورونا حول العالم مليونا و735 ألفا، والوفيات 106 آلاف، فيما بلغ عدد المتعافين نحو 393 ألفا.
و”منتدى كوالالمبور”، مؤسسة فكرية عالمية تأسس عام 2014 في ماليزيا من قبل نشطاء في العمل الإسلامي، من أجل الانبعاث الحضاري للأمة.