تحدثنا فيما مضى عن التكامل العملي بالنسبة للخصم، وتحركه على الإسلام والمسلمين بشكل متكامل، وذكرنا أن محور وأصل تحركه المعني به القران العظيم والتشكيك فيه وصحة نقله، وأن هدف تحركه ضد السنة النبوية وعلومها؛ القصد منه الطعن في القرآن العظيم، لأن الآلية التي جمعت فيها السنة النبوية هي نفس الآلية تقريباً والطريقة التي جمع فيها القرآن الكريم، والمجوعة التي جمعت السنة هم الصحابة؛ فإن اهتزت فيهم الثقة فمن باب أولى أن تهتز الثقة بصحة القرآن العظيم كما يتصورون ويسعون له؛ وأنى لهم ذلك بعون الله تعالى.
فلذلك، سنتطرق في هذه السطور إلى بعض مساعي العدو طعناً في كتاب الله تعالى بشكل مباشر لنبين التكامل في عدائهم للإسلام وكتابه وأمته، إلا أن الله تعالى سيخيبهم لا شك ولا ريب.. ” إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ “.
نعم تحركوا على علوم السنة والتشكيك فيها للوصول إلى هذا الهدف الذي بهدمه ينهدم المبنى الإسلامي كله، ويأبى الله إلا أن ينصر دينه ومن يحمل دينه.. نعم.. دينه دين الإسلام والتوحيد..
هناك مجموعة من أهل الضلال منهم من يتهم القرآن بأن به آيات تؤدي إلى الكراهية أو كما أطلق عليها نصوص مقدسة يجب إعادة النظر فيها! وهذا الكلام يتوافق مع بعض المنظمات الأمريكية الصهيونية الماسونية التي ألفت قرآنا تدعي فيه التوافق والسلمية وأطلقت عليه ” الفرقان الحق “.
وهذا القرآن حسب زعمهم أنه يقرب وجهات النظر بين الأديان الثلاثة.. أي: تسييح هذه الأديان في بعضها البعض بحقها وباطلها، وكلمة أحد المسؤولين بالدول الإسلامية للأسف تخدّم علي هذا القرآن المزعوم وذلك بقوله: ” إن بعض نصوصنا المقدسة تؤدي إلى الكراهية “، هذه الأقوال لا شك تخدّم على هذا الكتاب الجديد المكذوب، والذي أطلق عليه ” الفرقان الحق “.
وفي هذا الفرقان المزعوم استعمل مؤلفاه بدلاً من البسملة قول: ” بسم الأب الكلمة الروح الإله الواحد الأوحد ” بقصد جمع الأديان الثلاثة في هذه البسملة.
وألف هذا الفرقان المزيف اثنان يزعمان أنهما من المسلمين ولكن لا نعلم عنهما شيئاً، ويطلق عليهما ” الصفي، والمهدي “، من هذا الصفي وهذا المهدي؟ لا نعلم عنهم شيئاً.
ومن أسماء سور هذا الكتاب المزعوم والمعدل كما يدعون “الفرقان الحق” منها: (سورة المحبة، وسورة المسيح، وسورة الثالوث، والشهيد.. إلخ)، وتجد النصوص فيه تعمل بنفس مفهوم ومقصود من يدعِ أن نصوصنا المقدسة بعضها يحتاج إلى تعديل!
بعد ظهور هذا الكتاب الكذوب في أمريكا، تحرك المسلمون ضده، وتم اتهام الحكومة الأمريكية حينها وأنها – الحكومة – لها يد في وجوده، وحينها اعتذرت الحكومة الامريكية للمسلمين وتحفظت على الكتاب بشكل أو بآخر، وادعت أنها لا دخل لها كحكومة بذلك. هناك محاولات عديدة وكثيرة من أجل الطعن في كتاب الله تعالى إما من خلال التحريف أو عن طريق الترجمة يتم التحريف والتزييف، ومن هؤلاء ما تعمل به صهيون مثل ترجمة اليهودي ” أهارون بن شيمش ” الذي عمل على ترجمة القرآن إلى العبرية تحت عنوان ” القرآن المقدس.. ترجمة حرة ” وصدرت منه الطبعة الثانية عام ١٩٧٨م تحت عنوان ” القرآن.. كتاب الإسلام الأول “، ومس متطاولاً هذا اليهودي في ترجمته بعض الآيات التي قال عنها البعض إنها نصوص مقدسة تحرض على الكراهية ويجب تعديلها!! وترجمته جاءت بعيدة جداً عما ورد من معاني في نصوص القرآن العظيم، وأظن والله أعلم إذا لم تخني الذاكرة؛ أن أحدهم نال جائزة جامعة تل أبيب الثقافية أو العلمية لهذه الترجمة المزيفة والمحرفة للقرآن الكريم.
الغريب بالفعل أيها القارئ الكريم.. أن هذه الأعمال الصهيونية حول القرآن تتكامل مع المشككين من بعض الذين أعلنوا بعدم بلاغة القرآن! وبعض من يدعون أن النصوص المقدسة البعض منها يحتاج إلى تعديل، وأيضاً تتوافق مع مشايخ بشكل أو بآخر ممن يدعون ويبذلون كل جهدهم من أجل إقصاء الدعاة الصادقين عن دعم أهل غزة والقسام وحماس، ومنهم من الذين يتذرعون بالسكوت عن هذه الأعمال الصهيونية وعدم التعرض لها؛ وذلك لعدم الترويج لها ومن ثم شهرتها!!
أقول: ما علم هؤلاء أن الله تعالى بعظمته حذرنا أصلاً عن أن اليهود لا يسعون إلى المواجهة الواضحة والصريحة، وبين خباثتهم في تخفيهم بحروبهم فقال تعالى: “لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ”
[اجمعها مع ما فات ففيها معلومة متكاملة بإذن الله تعالى]
ــــــــــــــ
(*) إعلامي كويتي.