نقل د. محسن عبدالحميد، يرحمه الله، رئيس الحزب الإسلامي العراقي سابقاً، رئيس مجلس شورى الحزب، عن الداعية خليل العقرب، أحد الرعيل الأول للإخوان المسلمين بالعراق الذي وافته منيته، اليوم الأربعاء، أن أول اتصال تم بين جماعة الإخوان في مصر والمجتمع العراقي كان عندما لفت نظر عبدالهادي باحسين، رحمه الله، وجود عدد من مجلة “الإخوان المسلمين” في إحدى المكتبات عام 1941م بالبصرة، فاقتنى العدد ونظر فيه فأعجب بمسلك المجلة ومنهجها والموضوعات التي وردت فيها؛ فأيقظت عنده الإحساس بوجوب الاهتمام بأمور المسلمين.
وأضاف أ. خليل العقرب: فأتاني بالمجلة المذكورة، فقرأتها وأعجبتُ بها كما أعجب بها صاحبي، وأثرت فيَّ بمثل ما أثرت فيه.
ثم إن أ. عبدالهادي كتب رسالة لرئيس تحرير المجلة أ. حسن البنا، رحمه الله تعالى، يطلب اشتراكه فيها، فأرسل إليه أ. البنا رسالة جوابية وقبل اشتراكه فيها؛ فكانت المجلة تأتي إليه بالبريد تباعاً، وكنت أقرأها معه ويقرأها غيري؛ فأثرت موضوعاتها فينا تأثيراً كبيراً.
أما الاحتكاك الأساسي بدعوة الإخوان المسلمين في العراق فيقول أ. خليل: إنه بدأ عندما جاء إلى بغداد د. حسين كمال الدين وعين أستاذاً في كلية الهندسة، فرأى طلابه فيه داعية ثبتاً للإسلام، جلبهم إليه بعمق ثقافته الإسلامية والعصرية وحُسن خلقه وتواضعه وتمكنه من الموضوع الذي يدرسه.
ثم نقل أ. خليل عن أحد تلامذة د. حسين المقربين منه وهو المهندس عبدالوهاب الحاج حسن حيث يقول: “كانت مجلة “الإخوان المسلمون” تصل إلى العراق في الأربعينيات، وتوزع على المكتبات في المدن العراقية، ويتكاثر قراؤها يوماً بعد آخر باعتبارها مجلة إسلامية حرة تنشر العقيدة الإسلامية والثقافة القرآنية، وتعرض المبادئ الإسلامية التي يدعو إليها الإخوان المسلمون”.
وأضاف: “وفي عام 1944م انتدبت مصر عدداً من الأساتذة للتدريس في العراق بناء على طلب وزارة المعارف العراقية، وكان عدد من هؤلاء من جماعة الإخوان المسلمين، أذكر منهم: المرحوم أ.د. حسين كمال الدين، الذي كان رئيس منظمة الجوالة التابعة للإخوان المسلمين في مصر، وكان يدرِّس “المساحة” في كلية الهندسة ببغداد، ود. علي عبدالحفيظ، وكان يدرِّس علم الري في كلية الهندسة، وأ. محمد عبدالحميد أحمد، وكان يدرِّس في المدارس الثانوية ولا سيما في ثانوية الميتم الإسلامي، وأ. محمود يوسف، وكان يدرِّس اللغة العربية في المدارس الثانوية”.