رغم أنه دائم الهجوم على الإسلام والمسلمين والنبي محمد صلى الله عليه وسلم منذ عدة سنوات، وتبرأت منه الكنيسة لذلك، وجرى التحقيق معه قضائياً بتهمة ازدراء الإسلام، عاد قسيس مصري متطرف ليثير غضب المصريين والمسلمين بهجوم جديد أساء فيه للنبي صلى الله عليه وسلم.
القس المتطرف زكريا بطرس عاد ليهاجم نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم في برنامجه “معرفة الحق” على قناة “الفادي”، الموجهة للعرب والمسلمين، التي تبث من قبرص الرومية برامج تقوم على نقد الإسلام بأسلوب غير لائق، وتمولها جهات مشبوهة.
رغم أنه لا يقول جديداً ومنهجه المكرر هو مهاجمة الإسلام ونبي الإسلام، بث نشطاء مقطعاً له يهاجم فيه النبي محمد بطريقة غير لائقة وساخرة، أشعل وسائل التواصل الاجتماعي.
النشطاء قالوا: إنه تعدى لفظياً على الرسول محمد، وانتشر هاشتاج: “عاقِبوا زكريا بطرس لشَتْمِه رسولَ الله”، وهاشتاج آخر تحت عنوان “إلا رسول الله”، للمطالبة بضرورة حظر بث هذه الفيديوهات التي تعمل على الفتنة، وطالبوا الأزهر بالتدخل.
الكنيسة الأرثوذكسية تعلق
مصادر كنسية مصرية من الكنيسة الأرثوذكسية التي ينتمي لها “بطرس” قالت: إن هذا القس مفصول، وليس له أي صفة كنسية، ومنذ فصله من قبل البابا السابق شنودة، وهو يتنقل بين دول أجنبية، وغير موجود في مصر كي يُحاكم، كما يطالب البعض.
وقالت: إنه ممنوع أيضاً من الوعظ ودخول أي كنيسة مصرية في أمريكا أو أوروبا، كما صدرت ضده قرارات قضايا منذ سنوات داخل مصر، لذلك هرب خارجها.
وأبلغت مصادر “المجتمع” أن هذا القس المتطرف المفصول كان يدير قناة باسم “الحياة” من دول غربية، وموجهة ضد المسلمين والإسلام والنبي محمد، لكن تم غلقها، في مايو 2010؛ بسبب شكاوى مسلمين ومسيحيين من أسلوبه المثير للفتنة والمضر لمسيحيي مصر؛ لأنه يهيج المسلمين ضدهم.
وأضافت أنه سعى لاحقاً لتدشين قناة فضائية خاصة له باسم “الفادي” تبث من قبرص حيث يعيش هناك حالياً ويتنقل بينها وبين بريطانيا، ومنها يبث سمومه التي تثير الفتنة في مصر، مثلما تسبب في الغضبة الشعبية الأخيرة من جانب المصريين لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكتب مسيحيون يقولون على مواقع التواصل: إن الكنيسة تستنكر هذا الحديث وهذا الأسلوب من الكلام غير المحبذ لديها من جانب هذا القسيس لمخالفته التعاليم المسيحية.
فيما كتب مصريون يطالبون بتجاهل هذا القس وما يقوله وعدم بث تصريحاته المسيئة، مرجحين أن يكون الأمر متعمداً ضمن حملة إلهاء المصريين عن مشكلاتهم اليومية والغلاء والقمع، بالحديث عن ملابس الممثلات وتعريهن وقضايا تافهة، أو من أطراف خارجية لبث فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين.
من هو زكريا بطرس؟
في عام 2010، أبلغت منظمة “جويس ماير” التبشيرية الخاصة بالمبشرين الإنجيليين، التي تمول قناة “الحياة” التبشيرية المسيحية، وهي منظمة أمريكية، أنها ستوقف بث برامج زكريا بطرس.
وقالت، في رسالة نشرها موقع “بي بي سي عربي”، في 23 مايو 2010م: إنها قررت التوقف عن بث برامج بطرس؛ حيث أدى أسلوب القمص إلى خلق سخط عام من قبل المسلمين وكثير من المسيحيين.
وأضافت أن بعض الأساقفة حذروا منه، وأن البابا شنودة (بابا أقباط مصر السابق) وصف أسلوب بطرس بأنه غير مرضٍ، وأن مشكلاته لا تتعلق بالهجوم على الإسلام وحسب، وإنما بمفهومه لبعض قضايا الإيمان المسيحي.
بعد طرده من “الحياة”، قرر بطرس إنشاء قناة خاصة في قبرص باسم قناة “الفادي”، وهي تخصص نصف برامجها لمهاجمة الإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وخلال مسيرته في القناة التبشيرية “الحياة” التي تبث إرسالها على القمر الصناعي “الهوت بيرد” التابع للاتحاد الأوروبي، ثم قناة “الفادي” التي تبث لأمريكا الشمالية، دأب هذا القس المتطرف من خلال برنامجه على النيل من الإسلام والمسلمين ومن شعائرهم (الحج) ومن الرسول صلى الله عليه وسلم.
وفي تسعينيات القرن الماضي، تقدمت مجموعة من المثقفين المصريين بطلبات عاجلة إلى مشيخة الأزهر لاتخاذ الإجراءات القانونية ضده حين كان راعي كنيسة “برايتون” في العاصمة البريطانية لندن بسبب الصفات القبيحة والبذيئة التي ألصقها بشعيرة الحج في برنامجه التلفزيوني.
وأكد حينها مصدر مسؤول بالكنيسة الأرثوذكسية في القاهرة الأنباء التي ترددت بشأن وقف البابا شنودة، بابا أقباط مصر وقتها، لهذا القس المتطرف في كل الكنائس الأرثوذكسية في العالم منذ مارس 2005م.
واعتاد بطرس أن يتناول في لقاءاته التلفزيونية الإسلام وخاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم بالهجوم البذيء، واصفاً الإسلام بأنه “دين هرطقة، ودين بدوي”.
وسبق للقس بطرس أن مثل أمام نيابة أمن الدولة العليا والنيابة العامة في مصر عدة مرات بسبب قضايا تتعلق بالفتنة الطائفية، وخروجه عن القانون المصري، وقد نفته الكنيسة المصرية إلى أستراليا ثم نقل إلى أمريكا ثم بريطانيا، ويتردد أنه يقيم حالياً في قبرص.
وقد أثار هجوم بطرس على الإسلام حفيظة المصريين على مواقع التواصل، وانبروا للدفاع عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مطالبين الأزهر بالتحرك مرة أخرى لمنع بث هذه البرامج التي تسيء للإسلام والمسلمين والنبي صلى الله عليه وسلم.
وسبق أن نشرت صحف كنسية تقريراً عن هذا الكاهن سليط اللسان كشفت فيه أنه متهم بالشذوذ الجنسي، بحسب وثيقة كنسية.
وقد أعلنت الكنيسة المصرية، في بيان لها، أن زكريا بطرس لم يعد تابعاً لها، وأنه سوَّى معاشه منذ عام 2003، ولم تعد لها صلة به، وأنها تمنعه من دخول كنائسها والوعظ بها، وترفض أساليبه التي تخالف تعاليم المسيحية.