قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان في إفادة صحفية دورية في بكين: إن الولايات المتحدة تعمل على توسيع مفهوم الأمن القومي لبناء حواجز تجارية.
وذكرت وكالة “بلومبيرج” للأنباء أن هذا جاء رداً من تشاو على سؤال بشأن تقارير تفيد بأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن رفضت خطة شركة إنتل للتكنولوجيا لزيادة الإنتاج في الصين بسبب مخاوف أمنية.
وأضاف أن إدارة بايدن أجبرت شركة سامسونج المحدودة للإلكترونيات، وشركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات على تقديم معلومات حساسة تتعلق بسلسلة توريد الرقائق.
وذكر أن مثل هذا السلوك عطل سلاسل التوريد العالمية وسيضر بالولايات المتحدة وغيرها.
وقال تشاو: إن الولايات المتحدة يجب أن تتخلى عن عقلية اللعبة الصفرية، “المحصلة صفر في التعاملات”، وتدعم بيئة أعمال عادلة وغير تمييزية، وتسهم في بناء اقتصاد عالمي مفتوح من خلال إجراءات ملموسة.
يأتي ذلك في وقت عقد فيه الرئيسان الأمريكي جو بايدن والصيني شي جينبينج البارحة قمة افتراضية في محاولة لتخفيف التوتر الشديد بين الولايات المتحدة والصين حول تايوان ومواضيع أخرى حساسة وتجنب تطورها إلى نزاع.
هذا اللقاء الافتراضي، الثالث منذ تنصيب الرئيس الأمريكي في يناير، يأتي فيما تتراكم الخلافات بين واشنطن وبكين حيث يتمسك كل طرف بموقفه بشأن تايوان، لكن أيضاً بشأن التبادل التجاري أو حقوق الإنسان.
وبالنسبة للأسواق، فإن أي إشارات على تحسن العلاقات الثنائية يحتمل أن تدعم معنويات المستثمرين، لكن التأثير يمكن أن يكون محدوداً، نظراً للمخاوف الأوسع نطاقاً بشأن ارتفاع التضخم عالمياً.
وقبل اللقاء، قال مسؤول كبير في البيت الأبيض: إن المحادثات هدفها ضمان أن المنافسة لا تقود إلى نزاع، مضيفاً: نريد ضمانات مشتركة لتجنب أي خطأ في الحكم وأي سوء فهم دون أن يوضح طبيعة هذه “الضمانات”.
بينما اكتفى الناطق باسم الخارجية الصينية بالقول قبل اللقاء: إن الرئيسين “سيجريان تبادلاً لوجهات النظر بشكل صريح ومعمق وكامل” حول علاقاتهما الثنائية في وقت تمر العلاقات بين القوتين “بمنعطف حساس”.
وأضاف أن بكين ترغب في العمل مع واشنطن من “إعادة العلاقات الصينية- الأمريكية على الطريق الصحيح لتطور سليم ومستقر”.
وبحسب “الفرنسية”، لم يخف بايدن أبداً رغبته في لقاء الرئيس الصيني شخصياً في وقت يعزز شي جينبينج قبضته على النظام، وانتقد غيابه عن عدة لقاءات دولية كبرى عقدت في الآونة الأخيرة.
لكن كان عليه أن يكتفي بلقاء افتراضي جديد مع شي، الذي لم يغادر الصين منذ نحو عامين لأسباب صحية.
وإذا كانت اللهجة تغيرت مع وصول بايدن إلى السلطة، مقارنة بالتصرفات في عهد ترمب، فإن العلاقة بين واشنطن وبكين تبقى شديدة التوتر.
ومصير تايوان بشكل خاص يشكل مصدر التوتر الرئيس حالياً، مع تبادل تحذيرات، السبت الماضي، بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيره الصيني وانج يي.
وأعرب وزير الخارجية الأمريكي، في اتصال مع نظيره الصيني وانج يي، عن قلقه إزاء الضغوط العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية المتواصلة لجمهورية الصين الشعبية ضد تايوان، حسب بيان لوزارة الخارجية الأمريكية.
من جانبه، حذر وانج من خطورة التصرفات الأمريكية، التي قد تبدو داعمة لـ”استقلال تايوان”، الجزيرة، التي تتمتع بحكم ذاتي لكن الصين تعدها جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، في وقت تريد الصين ترسيخ نفوذها الإقليمي.
وأكدت صحيفة “جلوبال تايمز” الرسمية الصينية في افتتاحيتها، أمس، أنه بهدف خفض مخاطر صدام إستراتيجي بين الصين والولايات المتحدة، يجب على هذه الأخيرة أن تتراجع في مسألة تايوان وأن تبدي ضبط نفس.
تحدث المسؤول الكبير في البيت الأبيض عن “تصرف مستفز” من جانب الصين حيال تايوان حول عدد من المواضيع الخلافية التي يريد جو بايدن التطرق إليها بشكل “مباشر وصريح”.
وهي بشكل خاص، بحسب هذا المصدر، ممارسات اقتصادية عدوانية من جانب الصين وانتهاكات حقوق الإنسان.
لكن واشنطن تؤكد أن القوتين يمكن أن تتعاونا في بعض المجالات مثل مكافحة التغير المناخي.
وتحرص حكومة الولايات المتحدة على عدم إظهار اعتراف بتايوان، لكن الجزيرة تحظى بتأييد واسع النطاق من الحزبين في الكونجرس، وزارتها مجموعة من المشرعين خلال الشهر الجاري، ما أثار غضب بكين.
والقمة جاءت مع توتر العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم بسبب خلافات، من بينها أصل وباء كورونا.
وتقول الولايات المتحدة: إنها تريد وضع “حواجز حماية” للعلاقات حتى لا تزداد سوءاً.