لم يُفاجأ البعض بالمواقف التي أدلى بها الرئيس اللبناني ميشال عون حول الانتخابات النيابية والانتخابات الرئاسية، إذ بدأت التوقعات تنطبق على الواقع.
فرئيس الجمهورية جاهر برفضه إجراء الانتخابات النيابية في الموعد المقترح في 27 مارس المقبل، وقال: “لن أوقّع المرسوم، وأنصح بعدم إرساله إليّ لأنني سأردّه. ولا يسع أحد فرض المرسوم على رئيس الدولة”، مضيفاً: “لن أوافق على انتخابات نيابية سوى في أحد موعدين: 8 أيار/مايو أو 15 أيار. إذا أرسلوا إليّ مرسوماً بـ8 أو 15 أيار فأهلاً وسهلاً”. وتابع: “بعد 15 أيار، لا يعود أمامنا سوى أسبوع لانتهاء الولاية القانونية لمجلس النواب (21 أيار 2022)، ما يقتضي أن يكون انتُخب برلمان جديد قبل الوصول إلى هذا اليوم. أكثر من مرة شرحت وجهة نظري. قلت إن 27 آذار يحرم آلاف اللبنانيين الذين يبلغون السن من الاقتراع، أضف الظروف المناخية غير الملائمة في هذا الوقت. لم يسبق أن جرت في لبنان انتخابات نيابية سوى في أيار أو حزيران. حتى في حالات حل مجلس النواب، كان يدعى إلى انتخابات في الربيع، وليس في الشتاء. يبدأ صيام رمضان في مطلع نيسان ويختتم في آخره، ما يتيح إجراء الاقتراع في الأسبوع التالي أو الأسبوعين التاليين. أما المتذرّعون بتعذر إجراء حملاتهم الانتخابية في شهر الصوم، فلا جواب أبسط من القول إن مَن لم يُعدّ لحملته قبل صيام رمضان لا حاجة إليها إبانه أو بعده. ثم في نيسان يمر جزء من صيام المسيحيين”.
وفي حديث إلى صحيفة “الأخبار” رأى عون “أن الانتخابات الرئاسية شأنها مختلف. ولن يأتي بعدي رئيس كما قبلي. لن يكون بعد الآن رئيس للجمهورية لا يمثّل أحداً، ولا يمثّل نفسه حتى، بل ابن قاعدته”. وقال: “إذا وصلنا إلى نهاية الولاية سأترك قصر بعبدا حتماً لرئيس يخلفني”، لكنه استدرك: “أخشى تعذّر انتخاب خلف لي، فيكون على الحكومة القائمة تسلم صلاحيات رئيس الجمهورية، لأنها صاحبة المسؤولية المنوطة بها دستورياً. أخشى أن ثمة مَن يريد الفراغ. أنا لن أسلّم إلى الفراغ”.
وخلافاً لما توقّعه من ذهاب إلى جهنم، اعتبر عون أنه في السنة الاخيرة من ولايته “سنضع الحلّ على سكّته”، مشيراً إلى أنه “يريد أطيب العلاقات وأفضلها مع السعودية”، وقال: “ناديت بما يمكن تسميته مأسستها، كي لا تتأثر في كل مرة بفرد ما أياً يكن. ليس في كل مرة يتسبب فرد بأزمة علاقات بين البلدين. الآن وزير الإعلام جورج قرداحي بسبب تصريح. قبلاً الرئيس سعد الحريري قبل الوصول إلى 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 ثم بعدها. أمضينا سنة ونصف سنة لتأليف حكومة من أجل أن يصالح السعودية. عندما أخفق اعتذر عن عدم تأليف الحكومة”.
وإذا كان الموقف السعودي السلبي مرتبطاً بتحالفه مع حزب الله؟ أجاب عون: “هو أولاً تفاهم وليس تحالفاً. الجميع يعرف، العرب والأمريكيون والأوروبيون، أنني لا أستطيع محاصرة حزب الله الذي يحترم بالنسبة إليّ قواعد ثلاثاً أساسية لا غنى عنها: القرار 1701، الاستقرار الداخلي، عدم التعرّض لسفراء الدول التي صنّفته حكوماتها منظمة إرهابية أو رعاياهم كالأمريكيين والبريطانيين والألمان ودول عربية. أما إذا كان الأمر مرتبطاً بما يجري في اليمن، فهو شأن آخر”.
وقد التقى الرئيس عون صباح الجمعة في قصر بعبدا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وتداول معه آخر المستجدات المرتبطة بالأزمة الحكومية.