عمليات هدم وتطهير عرقي ينفذها الاحتلال الصهيوني في الأغوار وأريحا، حيث تم هدم عشرات المنازل والمنشآت الفلسطينية في إطار عمليات التهويد الشامل للأغوار، وفي مقابل عمليات الهدم والتهجير كثف الصهاينة من إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية وأقاموا بؤراً استيطانية جديدة تضم مئات الوحدات الاستيطانية.
وتشكل الأغوار وأريحا ثلث مساحة الضفة المحتلة، وخزان المياه الأكبر، وتعد منطقة الأغوار بمثابة سلة الغذاء للفلسطينيين ومصدر ثروتهم الزراعية والحيوانية، ولتدمير الوجود الفلسطيني سعى الاحتلال لتدمير كل مقومات الحياة في الأغوار من خلال تدمير المنشآت الزراعية والحيوانية وتجريفها بالكامل، والسماح للمستوطنين بإقامة بؤر استيطانية في قرى الأغوار، وقطع المياه عن القرى من خلال تدمير خطوط المياه، بل وأن الاحتلال عمد إلى الاستيلاء على صهاريج المياه ومصادرتها كل ذلك بهدف ضرب كل مقومات الحياة في الأغوار.
بشارات: 13 مستوطنة تتمدد يومياً في الأغوار وربع مليون دونم محميات طبيعة
حرب هدم مشتعلة
بدوره، قال منسق هيئة مقاومة الاستيطان والجدار في الأغوار معتز بشارات لـ”المجتمع”: إن الاحتلال الصهيوني يشن حرباً شاملة على الوجود الفلسطيني في منطقة الأغوار وأريحا، وشرع بتهجير قسري لقرى وتجمعات بأكملها بهدف توسيع المستوطنات، التي ارتفع عددها في الأغوار وحدها إلى 13 مستوطنة.
وأكد بشارات أن الاحتلال الصهيوني من خلال تصنيف الأراضي لمناطق محميات طبيعة وسياحية ونفوذ مستوطنات استولى على 85% من أراضي الأغوار، لافتاً إلى أن الاحتلال استولى خلال الفترة السابقة على ربع مليون دونم تعد من أخصب الأراضي في منطقة الأغوار.
وبين بشارات أن الاحتلال هدم 144 منزلاً ومنشأة فلسطينية في الأغوار وأريحا منذ بداية العام الجاري، إضافة لتنفيذه المستمر لعمليات هدم في الأغوار الشمالية ومخططاته لتهجير 7 قرى بالكامل.
وكشف بشارات أن الاحتلال حول 130 ألف دونم من أراضي الأغوار لمناطق رعوية للمستوطنين، ويطارد الفلسطينيين الذين يقطنون في الأغوار ويفرض عليهم غرامات مالية باهظة لزراعتهم أرضهم أو محاولة إيصال المياه للسكان ويتم نقل المياه من قبل السكان لمسافة تزيد على 20 كيلومتراً.
دراغمة: يجب تعزيز الصمود الفلسطيني في الأغوار لمواجهة عمليات التهويد الشاملة
تعزيز الصمود الفلسطيني
من جانبه، دعا الباحث الحقوقي عارف دراغمة من الأغوار إلى تعزيز صمود الفلسطينيين في منطقة الأغوار التي تتعرض لحرب تهويد شرسة.
وأشار، في تصريحات لـ”المجتمع”، إلى أن قوات الاحتلال تخطط للسيطرة بالكامل على منطقة الأغوار وتفريغها من الوجود الفلسطيني، لما تشكله الأغوار من عمق إستراتيجي وجغرافي واقتصادي.
وبين دراغمة أن الاستيطان الرعوي في الأغوار بات يشكل خطراً داهماً على القرى والبلدات الفلسطينية في الأغوار، وأن هدف الاحتلال ينصب الآن على قتل كل مقومات الحياة في منطقة الأغوار.
وأمام عدوان الاحتلال وإرهابه وقتله لنحو 150 فلسطينياً منذ بداية العام الجاري في الضفة المحتلة وقطاع غزة واعتقال نحو 3 آلاف، تصاعدت المقاومة ضد الاحتلال، من خلال العمليات الفدائية الفردية والمزدوجة التي باتت تشكل هاجساً ورعباً للاحتلال، وذلك باعتراف وسائل الإعلام الصهيونية، التي أشارت إلى أن المقاومة الفلسطينية في الضفة كبدت الاحتلال خسائر جسيمة، وأن الخوف من اتساع رقعة العمليات الفدائية من المقاومين الفلسطينيين.