كانت والدة فاروق جميل سلامة تجهز الورد والحنة، لتزف بهما نجلها عريساً فكانت تنتظر هذا اليوم كثيراً فكل ساعة تمضي يخفق قلبها أكثر بالشعور بالسعادة خاصة بعد أن تم طباعة بطاقات حفل الزفاف، والعمل على تجهيز وليمة الغذاء فما هي إلا ساعات حتى تدق بها طبول الفرح وسط مشاركة العائلة والأحبة في مخيم جنين المحتل شمال الضفة الغربية.
لكن سرعان ما تحولت الأجواء بعد عملية اغتيال غادرة نفذتها قوة خاصة من جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الخميس 3 نوفمبر على فاروق (28سنة)، الأمر الذي جعله يرتقي شهيداً قبل أن يزف إلى عروسه.
وهو أحد القادة البارزين في سرايا القدس “كتيبة جنين” تربطه علاقة وثيقة بالمقاومين في الضفة الغربية، وهو أسير محرر تم اعتقاله في إبريل عام (2013م)، وحكم عليه الاحتلال بالسجن (16شهراً)، وتم إطلاق صراحه بعد انتهاء محكوميته عام (2014م).
وكان الشهيد العريس يستعد لمراسم زفافه، خاصة أنه هو من ذبح العجل من أجل إعداد وليمة الزفاف التي كانت من المقرر أن تقام غداً السبت.
وكان المشهد مؤلماً لوالدته التي حاولت جاهدة أن تتحلى بالصبر، وهي تسير في خطواتها إلى جثمان نجلها الشهيد وهي تردد “وين العريس…الحمد لله يمه إلى حور العين … وين العريس”.
دعوة حفل زفاف الشهيد فاروق سلامة