توقعت الكاتبة الصحفية الروسية أولغا ليبيديفا تجاوز تداعيات الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة بالوكالة ضد روسيا في أوكرانيا، موسكو وكييف، لتشمل دولاً أوروبية أخرى.
وأضافت ليبيديفا ، في تحليل بـ”برافدا” الروسية، أن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على حرب مباشرة ضد روسيا، إذا هُزمت أوكرانيا؛ ما سيدفعها لاستخدام بلدان أوروبية أخرى لمواصلة حربها بالوكالة ضد موسكو.
ورأت أن هناك دولاً أوروبية مهدّدة بالزوال أو التعرض لدمار شديد بسبب هذه الحرب غير المباشرة، وأن الأمر متوقف على الروس.
بولندا ضد روسيا
وأوضحت الصحفية أن وارسو أبدت في مناسبات عديدة حماستها لخوض حرب ضد روسيا، رغم إدراك قادتها عجزها عن ذلك دون دعم أجنبي، مضيفة أن فكرة الانضمام إلى تحالف غربي معادٍ لروسيا، أمر مغرٍ لصناع القرار في بولندا.
{tweet}url=1612475782290456579&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
ورأت أن بولندا لن تتردّد في الموافقة إذا عرضت عليها واشنطن هذه الفكرة، لكنها ستجد نفسها وحيدة في القتال، بينما ستسعى الولايات المتحدة للاستفادة من الوضع بتحقيق إيرادات من إمدادات الأسلحة.
ورجّحت أنه إذ تحقق هذا السيناريو، فإن روسيا لن تغزو بولندا، وستكتفي باستهداف البنية التحتية الحديثة فيها وتدميرها، معيدة البلاد إلى الوضع الذي كانت عليه في القرن التاسع عشر، تتبعه أزمة اقتصادية خطيرة، ونزوح جماعي للبولنديين إلى دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، على غرار ما حدث في أوكرانيا.
ليتوانيا والاستفزازات
خلافاً لبولندا، التي قد تختار المواجهة العسكرية مع روسيا، رأت الصحفية أن ليتوانيا تسعى للنأي بنفسها عن أي نزاع مسلّح، لكن القرارات المستفزة من حكومتها قد تدفع موسكو في النهاية إلى غزوها.
رومانيا.. كبش فداء
ورأت ليبيديفا أن الولايات المتحدة تخطّط على ما يبدو للتضحية برومانيا أيضاً، لتكون كبش فداء في حربها ضد روسيا، وبالنظر إلى عضويتها في “ناتو”، فإن رومانيا قد تستخدم قاعدة لقوات “ناتو”، التي ستدخل أوكرانيا وتنتشر في أوديسا لمنع الروس من تحرير المدينة.
{tweet}url=1612565469889810439&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
وأوضحت أن موسكو ستتخذ القرارات ذاتها التي اتخذتها في أوكرانيا، بتدمير البنية التحتية في رومانيا، وإعادة البلاد إلى ما كانت عليه في العصور الوسطى.
فنلندا والحياد
وعلى غرار أوكرانيا، أوضحت ليبيديفا أن فنلندا لا تستطيع اتباع سياسة مستقلة دون موافقة روسيا التي تدرك أن هلسنكي جزء من إستراتيجية الولايات المتحدة لتطويقها، ما سيضطرها لتكرار السيناريو الذي اتبعته مع أوكرانيا.
ويعتمد الاعتراف بوجود فنلندا على اتخاذها موقفاً محايداً، ففي عام 1948، وقعت فنلندا واتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية اتفاقية رأت فيها هلسنكي ضماناً لسيادتها، بينما اعتبرها الاتحاد ضماناً لأمنه.
ورأت الصحيفة أن إقدام فنلندا على انتهاك هذه الاتفاقية سيكون تهديداً لوجودها، حيث قد تشن عليها موسكو حرباً في أي وقت، بناء على ما ستشهده الأحداث من تطورات.
القرار بيد روسيا
وختمت الصحفية أن جميع السيناريوهات المفترضة المذكورة سابقاً تعتمد على ما ستتخذه روسيا من قرارات بناء على التهديد الذي ستشكله الدول المذكورة، مضيفة أن موسكو التي تدرك أنها في حرب مع “ناتو” ستكون جاهزة لتخطي كل الحدود التي كانت تقيدها في السابق.