ردت فاطمةُ على اتهامها بخيانتها لزوجها على الإنترنت قائلة: «أفعل هذا لكي أسمع الكلام الجميل المعسول، الذي حرمني منه زوجي، الذي انقرض من بيتنا منذ زمن ولا نجده إلا على مواقع التواصل، نعم هو خطأ لكن أراه حلاً لمشكلتي»!
وهناك قصة أخرى لزوجة تعرفت على شاب من خلال شبكة الإنترنت طلب منها الانفصال عن زوجها حتى يتزوجها، وهي أم لثلاث بنات، وتحت إصراره على الطلاق حققت مطلبه، وتزوجته مصدقة ما يدعيه من حبه لها، لكنها فوجئت بعد فترة بأن عائلته غير مقتنعة بزواج ابنها من مطلقة لديها ثلاث بنات، فطلقها وتركها بأولادها الثلاث.
عشرات، بل مئات وآلاف القصص حول «الزنى الإلكتروني»، هذه الكارثة التي دخلت البيوت من أوسع أبوابها، علاقات غير مشروعة تجرمها الشريعة الإسلامية، بل وكل الأعراف المستقيمة، الإنسان السوي يتجنّبه فكيف لنفس مستقيمة تفعل المعوج.
تعريف «الزنى الإلكتروني»
اختلاف كبير في تعريف هذا المصطلح، فالبعض يضعه في مشاهدة الصور والأفلام الإباحية، والبعض قال: إنه التواصل الإلكتروني بين الجنسين، كما عرفه البعض بالتعرِّي أمامَ أجهزة الكمبيوتر لتفريغ الشهوة، وبالطبع كل هذه الدرجات حرمها الإسلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَى، أَدْرَكَ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ، فَزِنَى العَيْنِ النَّظَرُ..» (متفق عليه).
أسبابه
لو نظرنا إلى القصص التي تروى حول هذا الباب لوجدنا أن أسبابه كثيرة، لكن نذكر أهمها:
1- علاقة جنسية مأزومة: ورغم أن الكثير يخفي هذا السبب ويتجنب الحديث عنه ولا تظهر لنا إلا أعراض يجتهد البعض في الحديث عنها، إلا أن العلاقة الحميمية السليمة من أهم العلامات القوية لحياة زوجية سعيدة، وغيابها يجعل البعض يبحث عن سبل أخرى غير شرعية.
2- غياب الاهتمام: وربما كان عن غير قصد، لكثرة الواجبات والأعمال، فالزوج طوال يومه في عمله، والزوجة مشغولة ببيتها وتربية أولادها، كل هذا قد يفرض إهمالاً من أحد الأطراف تجاه شريك حياته وعدم اهتمام، بل ربما غيابه من أولوياته أو حتى تأخره في الأولويات، ومما يقال في هذا الباب: «كل مولود يولد ومكتوب على جبينه أرجوك أعرني اهتمامك».
3- المراهقة المتأخرة: ربما يعيش البعض رغم كبر سنه مراهقة متأخرة نتيجة عدم حصوله على كمية كافية من العاطفة اللازمة في فترة المراهقة والطفولة، وهنا تقول نتائج بعض الدراسات: إن الأطفال الذين يعيشون طفولة سعيدة قادرون في المستقبل على التأقلم والتفاعل الانفعالي وحل المشكلات بطريقة سلسة.
4- انتشار الإنترنت: أحسب أننا نتفق على أن انتشار الإنترنت بهذا الشكل الكبير، ساعد على سهولة التواصل، فكان من السهل استخدامه للدخول في علاقات عاطفية مع الاطمئنان لصعوبة اكتشافها.
5- كثرة التبرج والإباحية: تُعد الإباحية المنتشرة من الأسباب المهمة لانتشار هذه الظاهرة التي جعلت البعض يقبلها نفسياً ويقبل وجودها في حياته، كما سهلت الوقوع فيها.
آثار الخيانة على الحياة الزوجية
وللخيانة آثارها الكارثية على الحياة الزوجية، منها:
– قد تؤدي إلى دمار الأسرة بحدوث الطلاق إذا اكتشف أمر خيانته للطرف الآخر.
– فقدان التوازن العاطفي والنفسي بين الزوجين.
– انهيار الثقة وتدميرها بين الشريكين؛ مما له تأثير سلبي كبير على استمرارية الحياة مع صعوبة إعادة الثقة بينهما مرة ثانية.
– وبالتأكيد من آثارها هذا التفكك العائلي لتأثيرها على الأبناء مما يعود على تطورهم النفسي والاجتماعي.
– والخطير في الأمر ما أكده علماء النفس من احتمالية دخول الزوجة باكتشاف خيانة زوجها في حالات اكتئاب وحزن طويل وفقدان ثقتها بنفسها.
وقبل أن أترك قلمي، أنصح الأزواج والزوجات بأن يقدموا اهتماماً بالطرف الآخر حتى لا نصل لهذا المربع المخيف.