طلب جماعة من المسلمين المقيمين بإنجلترا أن تسمح لهم السلطات بإنشاء مدارس إسلامية خاصة، وهذا طلب عادي، وقد ألفنا في أرجاء العالم الإسلامي أن يقيم المهاجرون إلى بلادنا مدارس خاصة بهم يتلقون فيها تعاليم دينهم ويتقنون لغتهم إلى جانب المعارف المدنية العامة.
إلا أن نفراً من الإنجليز عارضوا الطلب، وضاقوا بإنشاء هذه المدارس قائلين: إنها ستقوم على تفرقة عنصرية بين البنين والبنات! واتهموا الإسلام بأنه متحيز ضد النساء، ومسقط حقوق المرأة.
غير أن حزب العمال البريطاني ساند الطلب، وقال المتحدث الرسمي لشؤون التعليم بالحزب مستر جاك سترو، كما ذكرت صحيفة «التايمز»: إن الذين يعترضون على إقامة هذه المدارس مخطئون، وربما غلبتهم نزعات عنصرية، واتهمهم بأنهم لا يعرفون الإسلام.
وفي مؤتمر عقد في لندن حول مستقبل التعليم الإسلامي في إنجلترا، قال مستر جاك سترو: إن معاملة المجتمع الإسلامي للمرأة يجب أن تدرس دراسة عميقة، وأن ينظر فيها إلى الأصول! لقد سمعت مزاعم كثيرة بأن الإسلام ضد المرأة، ويعتمد أصحاب هذه المزاعم على عدم وجود نساء يشتغلن بالدعوة الدينية، أو يلقين دروساً بالمساجد، وأن الرجال يحتكرون السيادة أو القيادة في هذا الميدان كما يحتكرونها في المجال السياسي.
قال: وهناك جهل شبه تام بدور المرأة في اللاهوت الإسلامي وفي تاريخ الإسلام نفسه! وعند التأمل نرى وضع المرأة المسلمة أهم من وضع المرأة اليهودية أو النصرانية في الأيام الماضية.
ثم إن النبي محمداً أعطى النساء حق الإرث في كل الممتلكات قبل أن تفعل ذلك الحكومة البريطانية بثلاثة عشر قرناً.
الحق أني شكرت ممثل حزب العمال على دفاعه الحسن، وإن كانت «الإذاعة البريطانية» قد ردت ذلك إلى التنافس الانتخابي وكسب الأصوات من حزب المحافظين.
______________________________________________
من كتاب «قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة».