أكدت ندوة «القضية الفلسطينية من وعد بلفور.. إلى طوفان الأقصى»، التي عقدت بمدينة إسطنبول التركية، السبت 4 نوفمبر 2023م، ونظمها المنتدى العالمي للفكر والثقافة؛ بمشاركة عدد من المؤسسات البحثية والإعلامية ورموز من المفكرين وقادة العمل الإسلامي وقادة «حماس»، أن عملية السابع من أكتوبر أوقفت مسار التطبيع نهائياً؛ وأفشلت ما كان يسمى بـ«صفقة القرن»؛ وأن الكيان الصهيوني تعرض لفشل أمني قاتل على كافة المستويات في 7 أكتوبر، بجهد رجال المقاومة الفلسطينية ممن تربوا تربية إيمانية صحيحة وأصبحوا قادرين على زلزلة العدو.
وشدد المتحدثون على أن معركة «طوفان الأقصى» فاضحة لحكام الغرب فيما يدَّعونه من قيم إنسانية ومبادئ حقوقية.
أزمة الأمة تتمثل في أن القيادات العربية لا تعبر عن شعوبها
وأكدوا أن وحدة الأمة ضرورة لتحقيق النصر على الكيان الصهيوني، حيث قالت د. منى صبحي، رئيس المنتدى العالمي للفكر والثقافة: إن ما حدث في السابع من أكتوبر توفيق من الله للفئة المجاهدة وثمرة التربية السلمية للأجيال، فكان 7 أكتوبر مرحلة فاصلة يسطرها التاريخ بأحرف من نور.
ودعت علماء الأمة الإسلامية والدعاة إلى تقديم مضامين وحقائق؛ توجه الحراك الشعبي المتفاعل مع معركة «طوفان الأقصى» وترشد مساراته حتى لا يكون لحظياً، وتكون بكل اللغات وتناسب كل الثقافات وقادرة على تفكيك روايات العدو الكاذبة.
العدو ينتقم من المدنيين والأطفال لعجزه عن الوصول لـ«القساميين».
وفي كلمته، قال القيادي بحركة «حماس» الأسير المحرر عبدالحكيم حنيني،: إن الكيان «الإسرائيلي» تعرض لفشل أمني قاتل على كافة المستويات، ولم يُقتل منهم منذ هتلر هذا العدد الكبير في 3 ساعات.
قادة «حماس»: لو أنصفتنا الدول العربية لصلينا جميعاً في المسجد الأقصى اليوم
ودلل على قوله بأن «حماس» أعلنت ضمناً خلال احتفال لها قبل عام بمعركة الطوفان حيث كانت هناك لافتة مرفوعة على المنصة شعارها «آتون بطوفان هادر»، وقد جاؤوا به ودخلوا غلاف غزة وهاجموا وحداتها وانتهي 5000 جندي «إسرائيلي» على أيدي المقاومين بين قتيل ومصاب وهارب.
وأشار إلى أن أهداف الحرب أعلنها قائد المقاومة محمد الضيف متمثلة في الحرية للشعب الفلسطيني وردع اعتداءات العدو على المسجد الأقصى وتدنيسه بالمستوطنين وتحرير الأسرى في زنازين الاحتلال.
وأضاف أن العدو ينتقم من المدنيين والأطفال لعجزه عن الوصول للمقاومين «القساميين»، وقد وصل حقد العدو أن يكون 70% من الشهداء في غزة من النساء والأطفال، لافتاً إلى أن العدو لا يعلن الأرقام الحقيقية لخسائره في صفوف الجند حتى لا يُضعف عزيمة جنوده.
اتحاد الأمة الإسلامية هو الحل
وفي كلمته، قال نائب رئيس حزب الهدى التركي مسؤول العلاقات الخارجية بالحزب، محمد أشين: بداية من «وعد بلفور» وإلى الآن كل ما يحدث للأمة الإسلامية هو بسبب تفرقهم وسقوط دولة الخلافة الإسلامية وعدم وجود رابطة أخوة إسلامية قوية؛ السبب الرئيس في قيام الكيان الصهيوني بممارساته.
تربى رجال المقاومة تربية إيمانية صحيحة وأصبحوا قادرين على زلزلة العدو
وأكد أننا لا ننتظر شيئًا من الدول الغربية، وأن كلمات حقوق الإنسان أُلفت لتخدعنا.
«الطوفان» أوقف مسار التطبيع
وأكد مدير منتدى النهضة للدراسات أحمد فهمي أن حرب «طوفان الأقصى» كانت ضرورة لوقف ما تسمى بـ«صفقة القرن» التي يعد الرئيس الأمريكي جو بايدن من المتحمسين لها، وقال: إن عملية السابع من أكتوبر أوقفت مسار التطبيع نهائياً بين الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية؛ وشكلت أزمة لدى بايدن الذي كرر عبارات القضاء على «حماس»، مشيراً إلى أن صفقة بايدن الجديدة ترتكز على انتهاء الحرب بزوال المقاومة ووضع مستدام للحكم في غزة تحت إشراف دولي وعقد مؤتمر دولي للسلام لإعادة تدوير الكيان الصهيوني لدى العرب، وقد وضعت المقاومة عقبات كثيرة أمام تمرير تلك الصفقة.
وشدد على أن حركة «حماس» باتت تعبر عن الشعب الفلسطيني بشكل واسع، وفي استطلاع رأي في الضفة ظهر أن نسبة 58% يرجحون خيار المواجهات المسلحة، و20% يدعمون المفاوضات، لذلك الشعب الفلسطيني عقبة كأداء أمام «صفقة القرن».
«طوفان الأقصى» فاضحة لحكام الغرب فيما يدَّعونه من قيم إنسانية ومبادئ حقوقية
سيف القدس ما زال مرفوعاً
وقال أمين سر قسم القدس في هيئة علماء فلسطين عضو الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين د. محمود الشجراوي: إن «طوفان الأقصى» أعقبت معركة «سيف القدس» التي بدأتها المقاومة بعنوان «اليوم نغزوهم ولا يغزونا»، وبينهما عامان تخللهما مرحلة إعداد وخداع إستراتيجي للكيان الصهيوني، وأوضح أن المقاومة دوماً تنتصر للقدس، فبالتالي من ينتصر للمقاومة يكون قد انتصر للقدس، مشيراً إلى ما قاله الملثم أبو عبيدة: «إن سيف القدس مازال مرفوعاً».
وسيدرس يوم 7 أكتوبر في الكليات العسكرية لما حققه من إنجازات أرهقت الاحتلال الصهيوني.
من جانبه، أكد الناشط علي حمد أن قضية فلسطين حق ينتزع بكل الطرق والوسائل، وأن صراع الأمة مع العدو ليس على قطعة أرض، بل هو صراع بين الحق والباطل، وبين القرآن والتلمود، وأكد أن فلسطين عقيدة ودين ومهوى فؤاد سيدنا محمد وأمانته.
وفي كلمة مسجلة لأم الوليد مشعل قالت: إن حرب «طوفان الأقصى» انتصار لـ«الأقصى» الذي يعنينا جميعًا، وقد رفعت غزة رأس العالم الإسلامي بانتصارها وهزها للكيان الصهيوني، مجددة الأمل للعالم كله، وغزة الآن تدفع الثمن.
سيدرس يوم 7 أكتوبر في الكليات العسكرية لما حققه من إنجازات أرهقت الاحتلال الصهيوني
وأكدت أن هناك مؤامرة من مجرمي الغرب الصليبيين الصهيونيين في مواجهة غزة، لذلك هي حرب الأمة كلها، وواجب الأمة الإسلامية نصرة غزة بالكلمة والوعي والإغاثة والدعم المالي والمسيرات التي تساند أهل غزة ومواجهة الرواية «الإسرائيلية».
ودعت المؤسسات المشاركة إلى تبني أطروحات النصر والتضامن والتفاعل غير المنقطع مع الحدث.
ومن بين المؤسسات التي شاركت المنتدى العالمي للفكر والثقافة، ومؤسسة إثمار للتنمية، وحزب الهدى التركي، ومركز إنسان للإعلام، ومركز المسار للدراسات الإنسانية، ومنتدى النهضة، وجمعية رابعة، وجمعية المستقبل، وجمعية إحسان، واتحاد الجمعيات المصرية، وحضرها عدد من الجالية العربية المقيمة بتركيا كما تخللت الندوة عدة فقرات فنية.