تواجه الحياة الزوجية لحظات تعاسة وخمول، وقد تتطور إلى شجار وخلاف، ربما ينبع من تعرض الطرفين لضغوط حياتية، أو نتيجة مرورهما بأزمات مالية وأسرية، الأمر الذي يخلف أجواء من الطاقة السلبية بينهما.
وقد يكون أحد الطرفين مسؤولاً عن تلك الأجواء، عبر استحضار مشكلاته ومشاحناته في العمل مثلاً إلى البيت، أو أن تتسبب المرأة بكثرة غيرتها، وتفتيشها في أغراض زوجها، والتنصت على مكالماته، في تعزيز تلك الطاقة السلبية، وبالتالي تعكير الأجواء بما يعرف بـ«النكد الزوجي».
لكن المسؤولية لا يمكن تحميلها لطرف دون الآخر، فقد يشارك كل منهما بنصيب سلبي في تلك الأجواء، عبر اصطياد الأخطاء، وعدم التغافل عن الصغائر، وكثرة النقد والتوبيخ، ولا سيما حين يتم الانتقاد بنبرة صوتية عالية، وأمام الأبناء.
ولذلك من الحكمة سحب شحنات الطاقة السبية من البيت، وضخ المزيد من الطاقة الإيجابية، عبر خطوات بسيطة وموجزة، نلخصها فيما يلي:
أولاً: تجنب الانتقاد الدائم، ومحاولة تعزيز ثقة الشخص بنفسه، والإكثار من الثناء والمدح وكلمات الشكر، بما يخفض التوتر بين الزوجين، وينزع فتيل الطاقة السلبية.
ثانياً: التعاون والمشاركة في القيام بأنشطة معاً، مثل الرياضة، والتنزه، أو الطهي معاً، أو ممارسة هواية ما، تضفي أجواء من الحيوية على الحياة الزوجية، وتخفف من ضغوط الحياة.
ثالثاً: تنصح مدربة الحياة للعلاقات الزوجية جوانا خليفة، خلال حديثها لـ«الجزيرة نت»، بتنظيف البيت جيداً، وإضافة لمسة جمالية عليه، ونشر الزهور في جوانبه، مع التخلص من «الكراكيب» والأشياء المكسورة، وتوفير جو من النظام والجمال داخل البيت، وهو ما ينعكس إيجاباً على الزوجين، ويخلق طاقة إيجابية بينهما، فمن المؤكد أن البيت المزدحم بالفوضى، أو المطبخ المتسخ، لن يوفر أجواء مناسبة للود داخل الأسرة، بل ربما سيكون سبباً للتوتر والخلاف والشجار.
رابعاً: الاهتمام بالنظافة الشخصية، والمظهر الجمالي لكلا الزوجين، واستخدام العطور الجذابة، والألوان المفضلة، فهذا مما يبعث برسالة إيجابية للطرف الآخر، ويخلق أجواء من السعادة تتعزز مع استرجاع الذكريات السابقة ومحاولة تذكر الأوقات الممتعة والجميلة معاً.
خامساً: الكلام له دور مهم وحيوي في بث الروح الإيجابية، إلقاء السلام على الزوج أو الزوجة، السؤال عن حالة كل طرف، وكيف كان يومه، مع ابتسامة مشرقة، ولمسة حانية، كل هذا سيزيد أي توتر موجود، وسيعطي جواً من الألفة بين الزوجين.
سادساً: تنصح المحللة النفسية كيتلين كيلورين، في مقال نشره موقع «هيلو ريليش»، بإرسال الزوج، خلال وقت العمل، رسائل معبرة تظهر الاشتياق والحب، أو القيام باتصال يطمئن فيه على أهل بيته، ربما تراها لمسات بسيطة، لكنها كفيلة بجلب الثقة والود، وتعزيز الطاقة الإيجابية بين الزوجين، وصولاً إلى السعادة المرجوة.
سابعاً: تقديم الهدايا، والاهتمام بالمناسبات السعيدة، مثل الأعياد، والاحتفال بذكرى يوم الزواج لما يمثله ذلك من أهمية عاطفية لدى المرأة، مع المصارحة بالحب، والتقدير، وتفهم الاحتياجات النفسية والعاطفية والجسدية لكل منهما.
ثامناً: التعامل مع المشكلات بهدوء، واللجوء إلى الحوار، وتجنب العصبية والغضب، وتأجيل اللوم والعتاب إلى وقت آخر، حين تهدأ النفوس، والحد من طول فترة الهجر والخصام، فذلك مما ينزع فتيل الشحناء والبغضاء، ويقلل التوتر سريعاً، ويمنح الطرفين فرصة جادة للتغلب على مصاعب الحياة.
تاسعاً: اللجوء للمساعدة، وطلب الاستشارة من المتخصصين وأهل الثقة والمعرفة، والحصول على دورات في العلاقات الزوجية، فالمعرفة بالتأكيد سلاح إيجابي يبدد الجهل والسلبية والتعاسة، فضلاً عن احتياج الرجل لمعرفة طبيعة المرأة، والعكس صحيح.
عاشراً: القرب من الله تعالى، وكثرة الذكر، والصلاة معاً، والاستيقاظ لصلاة الفجر، وقراءة القرآن، فالصلة بالله سبحانه ستجلب لهما السكنية والطمأنينة، وتبعد عنهما الحسد والشيطان، وستملأ بيتهما بالمودة والرحمة.