تعاني 3 محافظات يمنية، وهي تعز وحجة والحديدة، من أضرار جسيمة ناجمة عن الأمطار الغزيرة والفيضانات الأخيرة، خاصة في المنطقة الساحلية المعروفة بالساحل التهامي، التي تُعد من أفقر المناطق وأقلها إمكانات، وتسببت هذه الفيضانات في وقوع عشرات الوفيات والمفقودين، وتشريد مئات الأسر، إلى جانب أضرار واسعة لحقت بالممتلكات والمنازل.
تأثير الفيضانات على السكان والممتلكات
أسفرت الفيضانات عن وفاة 45 شخصًا وفقدان 12 آخرين، وفقًا لإحصائية جمعية الهلال الأحمر اليمني، كما نزح حوالي 3640 شخصًا، وتضرر أكثر من 12 ألف منزل.
منظمة «ميون» لحقوق الإنسان أكدت أيضاً وفاة 30 شخصًا وفقدان 5 آخرين، مع نزوح أكثر من 500 أسرة في مديريات تهامة بمحافظة الحديدة، وتسببت الفيضانات في خسائر إضافية تشمل جرف ممتلكات المواطنين، بما في ذلك المنازل والحيوانات والمزارع.
دعوات للاستغاثة وتدخل إقليمي ودولي
وأعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا نداء استغاثة لمساعدة سكان المناطق المتضررة، مشيرةً إلى أن حجم الكارثة يفوق قدرة الحكومة والسلطات المحلية على التعامل معها، وناشدت المجتمع الدولي والشركاء الإقليميين لدعم جهود الإغاثة.
استجابة إغاثية عاجلة
وقد استجابت منظمات إغاثية خليجية بسرعة، حيث قام مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتوزيع أكثر من 640 خيمة، و528 حقيبة إيواء كدفعة أولى، كما خصصت جمعية النجاة الخيرية الكويتية مساعدات غذائية وإيوائية عاجلة لألف أسرة يمنية تضررت من الفيضانات، بقيمة 165 ألف دولار.
الحاجة إلى دعم إضافي
وتستمر الدعوات من السكان المحليين والناشطين للمزيد من الدعم، بما في ذلك توفير المأوى والمساعدات الطبية والغذائية، وسط مخاوف من تفشي وباء الكوليرا بسبب ضعف الإمكانات الطبية في المناطق المنكوبة.
في ظل الوضع الإنساني المتدهور في اليمن نتيجة الفيضانات العارمة، استجابت العديد من الجمعيات الخيرية في الكويت بإطلاق حملات إغاثية عاجلة لإغاثة المتضررين، من بين هذه الجمعيات، برزت «نماء الخيرية» بدورها الفاعل في تقديم المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة.
وفي تصريح لـ«المجتمع»، قال مدير إدارة الإغاثة في نماء الخيرية خالد مبارك الشامري: الأوضاع في المناطق المتضررة باليمن مأساوية بكل معنى الكلمة؛ آلاف العائلات تعيش في ظروف قاسية بعد أن جرفت السيول منازلهم وممتلكاتهم، وهناك نقص حاد في الغذاء والماء الصالح للشرب، والعديد من الأسر تعيش بلا مأوى.
واستجابة لهذه الكارثة الإنسانية، أطلقت نماء الخيرية حملة إغاثية عاجلة لتقديم الدعم والمساعدة للأسر المتضررة، نقوم حالياً بتوزيع المواد الغذائية الأساسية، والخيام، والمستلزمات الضرورية لتوفير المأوى المؤقت للأسر المشردة، ونعمل جاهدين على الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المتضررين، ونشكر المجتمع الكويتي على دعمه السخي وتفاعله مع هذه الأزمة الإنسانية.
جهود الإغاثة الكويتية
يأتي هذا التحرك من قبل الجمعيات الخيرية الكويتية في إطار الجهود المستمرة لتخفيف معاناة الشعب اليمني، وسط دعوات مستمرة للمزيد من الدعم والتكاتف الدولي لمواجهة هذه الكارثة الإنسانية.