في مطلع الأسبوع الجاري، عُقدت في مدينة جينان حاضرة مقاطعة شاندونغ شرق الصين، ندوة تحت عنوان «خدمة إستراتيجية النهر الأصفر في عواصم 9 مقاطعات ومناطق على طول النهر الأصفر»، شملت مدن: جينان (عاصمة شاندونغ)، وتاييوان (عاصمة شانشي)، وهوهيهوت (منغوليا الداخلية)، وتشنغتشو (خنان)، وتشنغدو (سيتشوان)، وشيآن (شنشي)، ولانتشو (قانسو)، وشينينغ (تشينغهاي)، وينتشوان (نينغشيا)، وهي المقاطعات والمناطق الواقعة على طول مجرى النهر الأصفر من أقصى الشمال الغربي حتى شرق الصين.
وقد حضر الندوة ما تشونغ بينغ، نائب الرئيس الأمين العام للجمعية الإسلامية الصينية، وما يين بينغ، رئيس الجمعية الإسلامية لمقاطعة شاندونغ، وتساو جين بينغ، مدير لجنة الشؤون العرقية والدينية لمقاطعة شاندونغ، وما باو لينغ، عضو اللجنة الدائمة للجنة الحزب لبلدية جينان.
وأعرب نائب الرئيس الأمين العام ما تشونغ بينغ عن تهانيه بمثل هذه المناسبة، وقال: إن عقد ندوة حول موضوع العلاقة والتقارب بين الإسلام والكونفوشيوسية في عواصم 9 مقاطعات على النهر الأصفر، يعد ترجمة للتوصيات التي اتخذتها الجلسة العامة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي، بغرض تعزيز العلاقة بين الإسلام والحزب والكونفوشيوسية بشكل منهجي في بلادنا.
وقال: إن فكرة العلاقة القائمة بين الإسلام والكونفوشيوسية هي ممارسة ناجحة للثقافة التقليدية الصينية، وهي نموذج مثالي للتكامل المتعمق بين الحضارات المختلفة، كما أنها تمثل الطابع الإنساني للانفتاح والشمولية، والقيمة الروحية للتبادلات الودية، والسعي الذي لا ينضب لتحقيق المحبة والألفة بين أبناء الوطن الواحد.
واقترح ضرورة توضيح قيمة التبادلات الإسلامية الكونفوشيوسية في شاندونغ، وإفساح المجال كاملاً لمزايا هذه التبادلات، ومواصلة وتعميق ممارستها، وتعزيز فهم الأوساط الإسلامية والجماهير العريضة من المسلمين في بلادنا تجاه الوطن الأم العظيم والأمة الصينية والثقافة الصينية، والتماثل مع الحزب الشيوعي الصيني والاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وتنمية وممارسة القيم الاشتراكية الأساسية، وصياغة شعور قوي بمجتمع الأمة الصينية، وتعزيز إضفاء الطابع الصيني على الإسلام في بلادنا بشكل معتدل، ومواصلة تعزيز تكيف الإسلام مع المجتمع الاشتراكي.
ومن جانبه، قال المدير تساو جين بينغ في كلمته: إن مقاطعة شاندونغ تلتزم بمبدأ «الحفاظ على الوحدة وتمكين الخبرة»، مع التركيز على تعزيز الإدارة الموحدة للشؤون الإسلامية، وتنفيذ ممارسات جديدة لإضفاء الطابع الصيني على الإسلام، وتعزيز بناء الجماعات الإسلامية، ولتحقيق ذلك، تم طرح 4 اقتراحات، هي:
أولاً: تعزيز التعاون والتبادلات في سبيل تنمية المواهب من العلماء الإسلاميين والكونفوشيوسيين.
ثانياً: تعزيز التعاون المفيد للجانبين في مجال الإدارة الدينية ذات الصلة.
ثالثاً: تطوير مجال البحث العلمي والأكاديمي بين الجانبين.
رابعاً: تعزيز التبادلات والتكامل بين مختلف القوميات والأقليات العرقية.
وفي الاجتماع، أصدرت الجمعيات الإسلامية في عواصم المقاطعات التسع ومناطق بشكل مشترك اقتراحاً لتعزيز إضفاء الطابع الصيني على الإسلام بشكل منهجي، دون إفراط أو تفريط، داعية إلى السعي إلى أن تكون مؤيدًا قويًا لوعي مجتمع الأمة الصينية، والسعي إلى بناء التحديث على النمط الصيني، وتقديم مساهمة إيجابية للمجتمع الإسلامي في تعزيز التنمية المستدامة عالية الجودة على طول النهر الأصفر.
وخلال الندوة، تحدث تشانغ تشي قانغ، أستاذ الفلسفة والدراسات الدينية بجامعة بكين، ولي لين، مدير مكتب البحوث الإسلامية التابع لمعهد أديان العالم، بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، وجي فانغ تونغ، أستاذ العلوم الاجتماعية بذات المعهد، كما شارك بعض الأساتذة في كل من جامعة نانجينغ للعلوم والتكنولوجيا، وجامعة تشوفو للمعلمين، بمداخلات رئيسة في الندوة.
خلال جلسة المناقشة، ركز الخبراء والعلماء المشاركون على التأكيد على ضرورة تعميق العلاقة بين الإسلام والكونفوشيوسية بما لا يخل بالقانون أو يخالف التعاليم والشرائع الإسلامية.
وقد شارك في هذه الندوة أكثر من 70 شخصًا من الخبراء والعلماء من الجامعات والمؤسسات البحثية مثل جامعة بكين، والأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، ومركز البحوث الدينية التابع للجنة المركزية للحزب الشيوعي، وجامعة تشينغهاي للقوميات، وجامعة نانجينغ للعلوم والتكنولوجيا، ومعاهد كونفوشيوس، بمن في ذلك ممثلو الدوائر الإسلامية في عواصم المقاطعات التسع على النهر الأصفر، والرفاق المسؤولين في إدارات الأعمال ذات الصلة بالجبهة المتحدة (الدينية) في المقاطعات والبلديات، والأشخاص المعنيين المسؤولين عن الجمعيات الإسلامية في المقاطعات والبلديات، وممثلي الدوائر الإسلامية.