قبل الغزوة الاستعمارية الحديثة، ومجيء «العلمانية» والغزو الفكري إلى بلادنا في ركاب الاستعمار
قبل الغزوة الاستعمارية الحديثة، ومجيء «العلمانية» والغزو الفكري إلى بلادنا في ركاب الاستعمار، كانت اليقظة الإسلامية ودعوات الإصلاح والتجديد وقفاً على الصفوة والنخبة والعلماء، نجد ذلك في عصور جمال الدين الأفغاني، والإمام محمد عبده، وعبدالرحمن الكواكبي.
أما بعد عموم بلوى الاستعمار في بلاد العالم الإسلامي، وقيام أحزاب علمانية تدعو إلى عزل الدين عن الدولة والسياسة والقانون، بل وقيام دعوات مادية وإلحادية وتنصيرية تطمع في عزل الدين عن الحياة، وطي صفحة الإسلام من كتاب الوجود، فلقد استدعت الضرورة اشتراك الأمة، – وليس فقط الصفوة والنخبة – في معركة الدفاع عن الإسلام وفي صياغته مشروعاً إصلاحياً نهضوياً بديلاً للنموذج العلماني واللاديني الذي روج له الاستعمار والمثقفون والساسة المتغربون.
ولقد تأكدت هذه الضرورة بعد إسقاط الخلافة في عشرينيات القرن الماضي.
وفي هذا الإطار، واستجابة لهذه الضرورات، نشأت الجمعيات الإصلاحية الإسلامية، التي دافعت وتدافع عن الهوية الإسلامية للأمة، والتي تبشر بالإسلام نهجاً إصلاحياً شاملاً للمجتمع، والتي تعمل على أن تكون سعادة الدنيا هي السبيل لسعادة الآخرة.
ولقد كانت «جمعية الإصلاح»، في الكويت، ونظيراتها في بلاد الخليج، الإنجاز البارز والمعلَم الرئيس لهذا التطور الإسلامي الذي قدم ويقدم الإسلام الشامل لإصلاح الفرد والأسرة والمجتمع والأمة، على النحو الذي يجعل منه عقيدة أمة، وشريعة مجتمع، ومنهاجاً للدولة التي تساس بهذا الدين، والتي تقوم على حراسة هذا الدين، كما كانت «جمعية الإصلاح» – ولا تزال – إسهاماً بارزاً في ميادين العلم والإعلام، والإغاثة والبر والإحسان، والتنمية في الاقتصاد، والمشاركة في الحياة النيابية بالمجتمع الكويتي.
فتحية لـ «جمعية الإصلاح» في عيدها الخمسين.. وإلى مزيد من النجاحات في رسالتها النبيلة التي تقدمها في ميادين الإحياء والتجديد على طريق الإسلام.