إنّ الإيمان بالله أساس هذا الدين، وأول واجب على الإنسان، إذ لا يصح إيمان أحد بشيء من أركان الإيمان وشُعبه وسُننه إلا بعد إيمانه بالله تبارك وتعالى.
إنّ الإيمان بالله أساس هذا الدين، وأول واجب على الإنسان، إذ لا يصح إيمان أحد بشيء من أركان الإيمان وشُعبه وسُننه إلا بعد إيمانه بالله تبارك وتعالى.
فالإيمان بالله تعالى هو أساس جميع أعمال الإيمان؛ لذا يذكر الإيمان بالله تعالى متقدماً على بقية الأركان حين يذكر معها.
قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً {136}﴾ (النساء).
وقال الرسول عليه الصلاة والسلام في بيان الإيمان: “أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ”.
وللإجابة عن التساؤل الذي وضعته في رأس المقال، يجب أن تدرك أن المؤمن يجد في قلبه رِقّة؛ هي أثر علاقته بربه وعلاقته بالناس.
أما ما يخص علاقته مع الله:
فهو دائم الخوف من رب العزة جل جلاله، وخوفه منه يوصله إلى حبه، فيشعر بقربه وعلمه وقوته وبطشه وعزته وجبروته وغضبه، فيطلب عفوه ومغفرته ونصرته ورحمته ورضاه، ويستعين به في كل أموره فهو دائم التوكل عليه.
وبعلاقته مع الناس:
أن يعلم ويدرك ويفهم ويعقل تلك العلاقة المبنية بينه وبين الناس على التسامح والتغافر والتغافل والرحمة والرأفة والتعاون والتكافل والتكامل والتفاهم، مغلفة بحسن الظن وسعة الصدر وإعطاء أهل الفضل فضلهم والدعاء لهم، ومحبة الخير للناس والمشي في حاجتهم.
يقول المتنبي:
وَنَذِيْمُهم وبِهم عرفنا فَضْلَهُ وَبِضِدِّها تتميَّزُ الأشياء
لذا فإن البحث داخل نفسك عن المظاهر السلبية التي تجدها في قلبك، يعطيك الإدراك الصحيح لما عليه من إيمان عميق، أم أن هشاشته قد وصلت إلى النخاع؟! وهنا أدعك تتساءل:
ما مقدار الكذب والغيبة والنميمة والغش والحسد والبغض والكره والبهتان في قلبك، بل دعني أسألك بوضوح أكثر: هل تتأثر على فوات شيء من مرضاة الله؟! وهل تجد ألماً في قلبك حينما تعصي الله؟!
لو عرفت الله حق المعرفة، وأدركت دورك في هذه الحياة، وما يريده منك، لعلمت ما يجب عليه فعله، وما يجب عليك تركه.
فليس ما تطلبه من رضا رب العالمين، ودخولك للجنة بكثرة الأعمال، وإنما بدرجة الإيمان في قلبك الذي يترجمه العمل، وكما قال ﷺ:
«سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، فَإِنَّهُ لاَ يُدْخِلُ أَحَداً الْجَنَّةَ عَمَلُهُ». قَالُوا: وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «وَلاَ أَنَا إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِمَغْفِرَةٍ وَرَحْمَةٍ» (رواه البخاري).