شيع متظاهرون مسلمون في مدينة فريبور، غربي سويسرا، يوم السبت، نعشاً رمزياً لحقهم في التظاهر والتجمع، وذلك أثناء مظاهرة دعا إليها “اتحاد الشباب المسلم في سويسرا” و”مجلس الشورى الإسلامي السويسري”
شيع متظاهرون مسلمون في مدينة فريبور، غربي سويسرا، يوم السبت، نعشاً رمزياً لحقهم في التظاهر والتجمع، وذلك أثناء مظاهرة دعا إليها “اتحاد الشباب المسلم في سويسرا” و”مجلس الشورى الإسلامي السويسري”؛ احتجاجاً على قرار رفض السلطات منح المجلس تصريحاً بعقد مؤتمره السنوي بمركز مؤتمرات المدينة، والذي كان من المفترض أن يكون اليوم.
ووفق مراسل وكالة “الأناضول”، فإن المتظاهرين، الذين بلغ عددهم حوالي 400 شخص، رفعوا شعارات تندد بما يقولون: إنه “تمييز” ضد المسلمين في سويسرا، و”تعسف” في استخدام القوانين ضدهم، و”العنصرية والكراهية” التي تتفشى تدريجياً ضد الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام في هذا البلد الأوروبي.
وألقى عدد من الدعاة كلمات خلال المظاهرة تستنكر على هؤلاء المسؤولين السويسريين “استخدام التعسف” ضد المسلمين، رغم أن سويسرا مشهورة باحترام حقوق الإنسان.
كما طالب آخرون مسلمي سويسرا بـ”التمسك بالهوية وعدم التفريط في حقوقهم التي يضمنها لهم القانون والدستور”.
وكانت سلطات مدينة فريبور السويسرية رفضت قبل نحو أسبوعين منح “مجلس الشورى الإسلامي السويسري” تصريحاً بعقد مؤتمره السنوي في مركز مؤتمرات المدينة، بزعم أن “الوضع العالمي الراهن لا يسمح بذلك”، وخشية عدم التزام بعض الدعاة من خارج سويسرا بما تصفه السلطات هنا بـ”المعايير السويسرية في الخطابة أثناء المؤتمرات”.
وخلال مظاهرة اليوم، أيضاً، تحدثت مسلمتان عن ما تواجهن من “تمييز عنصري” في العمل والدراسة بسبب حجابهما، رغم أن الدستور السويسري لا يمنع الحجاب لا في العمل ولا في الدراسة عملا بمبدأ الحرية الدينية.
ورفع المتظاهرون أعلاماً عليها الشهادتين؛ بعضها خضراء وأخرى مكتوبة باللون الأسود لكن خلفيتها بيضاء.
وشيدوا مئذنة رمزية إلى جوار منصة الفعالية في إشارة إلى ذكرى مرور خمس سنوات على إضافة بند في الدستور السويسري يحظر بناء المآذن في البلاد، في سابقة هي الأولى من نوعها في العالم.
وأفاد مراسل “الأناضول” بأن اضطرت الشرطة اضطرت إلى فرض طوق أمني حول المتظاهرين لحمايتهم من مجموعة من الأكراد، حاولوا التشويش على المظاهرة بزعم أن الإسلام “لا يحترم حقوق الأقليات” بدليل معاناة الأكراد من عناصر تنظيم “داعش” في مدينة عين العرب (كوباني)، شمالي سورية، على وجه التحديد.
وحاول هؤلاء الأكراد الاعتداء على الصحفيين، الذين يغطون الفعالية والاستيلاء على كاميرات التصوير التي سجلت هتافاتهم، لكن الشرطة حالت دون ذلك، وسجلت ضد هؤلاء المتظاهرين محضراً بسبب “التجمهر وإثارة الشغب ومحاولة الاعتداء على الصحفيين أثناء تأدية العمل”.
يذكر أن “مجلس الشورى الإسلامي السويسري” تأسس عام 2009م على يد عدد من المثقفين السويسريين الذين اعتنقوا الإسلام، ويهدف المجلس إلى تمثيل اهتمامات المسلمين أمام السلطات لاسيما من أبناء الجيلين الثاني والثالث، بينما تأسس “اتحاد الشباب المسلم في سويسرا” في عام 2010م، ويركز على القضايا التي يواجهها الشباب المسلم في مجالات التعليم والسكن والعمل لاسيما السيدات بسبب ارتدائهن الحجاب.
ولا يحظر القانون السويسري ارتداء الحجاب لا في التعليم ولا في العمل باستثناء وظيفة التدريس في المدارس التابعة للحكومة، لكن عدداً من المحجبات يواجهن تعسفاً من بعض الإدارات التعليمية لاسيما في مناطق شرق سويسرا، ويخضن معارك قضائية لتثبيت حقوقهن.