تُبدي أوساط عسكرية إسرائيلية، انزعاجها وقلقها من إجراء الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، أكثر من تجربة إطلاق صواريخ “بعيدة المدى” على البحر المتوسط خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية
تُبدي أوساط عسكرية إسرائيلية، انزعاجها وقلقها من إجراء الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، أكثر من تجربة إطلاق صواريخ “بعيدة المدى” على البحر المتوسط خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية.
وترصد الأقمار الاصطناعية، وفق جيش الاحتلال، إجراء الجناح المسلح لحركة حماس (كتائب عز الدين القسام)، بشكل شبه يومي، تجارب إطلاق صواريخ تجاه البحر المتوسط قبالة قطاع غزة، وهو ما يصفه مراقبون فلسطينيون بالاستعداد للجولة المقبلة مع إسرائيل.
ويقول أنطوان شلحت، الخبير في الشئون الإسرائيلية، إن “الجيش يتخوف من تحسن قدرات المقاومة، واستعدادها للجولة المقبلة”.
ويضيف شلحت لوكالة الأناضول، أنّه “من الطبيعي أن تنزعج الأوساط العسكرية الإسرائيلية، وهي تتلقى تقارير يومية ترصد تجارب المقاومة الصاروخية، وتحديدا حركة حماس”.
وتابع أن “من الطبيعي، أن تقوم المقاومة في قطاع غزة، بتجهيز نفسها، لأي معركة قادمة، وأن ترمم آثار الحرب الصهيونية، وتطور قدراتها، وما يزعج إسرائيل أن هذا التطور، والتجارب والاستمرار في الاستعداد يتم والقطاع محاصر برا وجوا وبحرا”.
وبالرغم من عدم نفي الفصائل الفلسطينية بغزة أو تأكيدها للمعلومات الإسرائيلية التي تتحدث عن إجراء تجارب صاروخية إلا أن مشير المصري، القيادي في حركة حماس، يرى في “تطوير المقاومة لأدائها العسكري، واستعدادها لأي مواجهة قادمة مع إسرائيل أمرا طبيعيا”.
ويُضيف المصري لوكالة الأناضول، أن “المقاومة تتجهز دوما لأي هجوم قد يباغت غزة، ولا يمكن للمقاومة أن تنام”، على حد وصفه.
وتابع أن “المقاومة التي فاجأت الجيش الإسرائيلي بما أعدته خلال العدوان الأخير، وما كشفت عنه من خلال تطورها الميداني، والعسكري، تواصل معركة الإعداد، وليس سرا أن الأجنحة العسكرية في قطاع غزة، تُواصل عملها، وتستعد للمواجهة المقبلة”.
ونقلت راديو الاحتلال عن مصادر عسكرية قولها، أن الجيش الصهيوني يتابع تقارير يومية بشأن قيام عناصر من حركة حماس بإطلاق قذائف صاروخية بشكل تجريبي، من قطاع غزة باتجاه البحر المتوسط.
وتقول المصادر ذاتها إن الهدف من إجراء هذه الاختبارات زيادة قدرات الإطلاق الصاروخية.
وخلال فترة الحرب، أطلقت حركة حماس، وفصائل فلسطينية أخرى، آلاف الصواريخ، باتجاه مدن وبلدات صهيونية، رداً على الحرب التي استمرت 51 يوما، وأسفرت عن مقتل أكثر من ألفي فلسطيني، وجرح أكثر من 11 ألفا آخرين، فضلاً عن هدم آلاف المنازل، وتشريد أصحابها، بحسب إحصاءات رسمية فلسطينية.
وكان جيش الاحتلال قد أشار إلى أنه دمر جزءا كبيرا من قدرات المقاومة، الصاروخية والعسكرية.
ويرى “عبد الستار قاسم”، رئيس مركز الدراسات السياسية والتنموية في غزة (خاص)، أن إسرائيل “لا تريد للمقاومة الفلسطينية، وتحديدا حركة حماس، أن تطور من قدراتها الصاروخية، وتقوم بمفاجأتها، وإرباكها كما فعلت خلال الحرب الأخيرة”.
ويرى قاسم، أن “المقاومة في قطاع غزة تدرك جيدا أن أي معركة قادمة يجب أن تكون مختلفة”، مضيفا “لن تكتفي المقاومة بتطوير قدراتها العسكرية، والميدانية، هي تدرك جيدا، أن المعركة يجب أن تكون مختلفة، وقدراتها أكثر فعالية”.
وتدرك حماس، وفقا لقاسم، أن “المعركة المقبلة، قد تكون قريبة، لهذا تحاول من تجهيز قدراتها العسكرية، رغم الحصار الخانق على قطاع غزة، ومحاربة المقاومة”.
وفي وقت تشدد فيه الفصائل الفلسطينية بغزة على حقها في تأهيل عناصرها عسكريا وزيادة تسلحها بأسلحة أكثر فعالية من تلك التي كانت تمتلكها قبل الحرب الأخيرة، إلا أنها تصر على عدم الخوض في تفاصيل ما تملكه.
وكان أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، قال في مهرجان جماهيري، مؤخرا، إنّ “أية مواجهة قادمة مع إسرائيل، ستكون فيها المقاومة الفلسطينية أكثر قوة، وأشد ردعا وإيلاما لجيش الاحتلال”.
وشدد على أن من “حق المقاومة أن تطور نفسها، وأن تكون على أتم الاستعداد واليقظة لأي مواجهة قادمة مع العدو الصهيوني”.
وبعد الحرب الأخيرة، أعلنت كتائب القسام، فتحها باب التجنيد في صفوفها للشباب الفلسطينيين في قطاع غزة. ونجحت كتائب القسام في تطوير قدراتها الذاتية، ونظام تسليحها بشكل فائق، حيث بدأت عملها بأسلحة بدائية، وانتهى بإعلانها امتلاك طائرات بدون طيار، وقاذفات صواريخ بعيدة المدى، وتصنيع بنادق قنص، عالية المستوى.
وتصدت كتائب القسام لثلاثة حروب قصيرة، شنتها إسرائيل على قطاع غزة خلال الأعوام (2008، 2012، 2014). وخلال الحرب الأخيرة على غزة، أعلنت كتائب القسام أنها كبدت جيش الاحتلال خسائر فادحة، وتمكّنت من أسر جندي صهيوني، يدعى أرون شاؤول، خلال عملية نفذتها شرقي غزة.
وتتهم إسرائيل حركة حماس، باحتجاز جثة ضابط آخر، (هدار جولدن) قُتل في اشتباك مسلح شرق مدينة رفح في 1 أغسطس الماضي وهو ما لم تؤكده الحركة أو تنفيه حتى الآن.
وأفادت بيانات رسمية لقوات الاحتلال بمقتل 68 عسكريا، و4 مدنيين إسرائيليين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وإصابة 2522 إسرائيلياً، بينهم 740 عسكريا، خلال الحرب الأخيرة.