في مقابلة جمعتنا مع مؤسس موقع “ملت فيس بوك” عمر زهير مير خلال إحدى الندوات في العاصمة إسلام أباد، كشف لنا أن عدد المنتسبين إلى الموقع الاجتماعي الذي يشرف عليه اليوم في عالم وسائل التواصل الاجتماعي قد بلغ 3 ملايين شخص بين منتسبين ومشاركين، إلى جانب ملايين الأشخاص المعجبين، ودار حوار حول التجربة كان نصه كالتالي:
كيف كانت فكرة المشروع؟
يقول مؤسس “ملت فيس بوك” التي تشتهر في العالم باسمها على الطريقة الإنجليزية باسمmymfb إن فكرة الموقع الاجتماعي ظهرت في عام 2010م حينما ارتفع حجم المسيئين إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم، وراحت مواقع في “فيس بوك” تنشر هذه الإساءات وتطعن في أقدس شيء يملكه المسلمون اليوم. وبعدها قرر عدد من المثقفين والإعلاميين ورجال القانون المسلمين في بريطانيا قيادة حملة لمنع هذه الإساءات، وبُذلت جهود لإقناع الحكومة البريطانية بغلق هذا الموقع الاجتماعي أو معاقبته أو اتخاذ إجراء قانوني ضده.
لكن البريطانيين رفضوا تحت دعوة حقوق الرأي والتعبير، واعتبروا ما يقوم به “فيس بوك” الشهير ضمن حرية التعبير. وبعدها قررنا البحث عن وسيلة أخرى للتصدي لإهانة مقدسات الإسلام ورموزه الدينية كما يقول عمر زهير، فقررنا رفع القضية في باكستان على أساس أنها تملك قانون التجديف ومعاقبة المسيئين إلى الرسالات والأنبياء وغيرها، وبدأت المعركة القضائية، إذ إنه ليس من السهل إقناع دولة بغلق موقع شهير مثل “فيس بوك”، وهو ما جرى فعلاً، حيث رد علينا قاضي في المحكمة العليا بأن غلقه سيثير زوبعة من الانتقادات الغربية على باكستان، وقد يهدد حتى مصالحها بدعوة أنها تهدد الحريات.
وطلب منا القضاء بدل المطالبة بغلقه السعي إلى تأسيس موقع مشابه أو صفحة على الفيس بوك والرد على المسيئين ومنعهم من ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وانتظار بضعة أسابيع لرد المحكمة على الطلب.
وبعدها قررنا نحن مجموعة من المثقفين والخبراء في مجال المعلومات تأسيس موقع منافس لفيس بوك لمواجهة التصعيد ضد الإسلام ومقدساته، وبعد ثلاثة أيام فقط أنجزنا الموقع، وأطلقناه ليصل عدد المعجبين به والمنتسبين إليه في غضون أسبوعين لا غير إلى 300 ألف شخص.
وبعد الإقبال على موقعنا الذي قررنا أن نسميه “ملت فيس بوك” وهدفه حماية الدين الإسلامي، ومنع إهانة مقدساته الدينية والإساءة إلى القران والرسول صلى الله عليه وسلم، ثم وضعنا ميثاقاً أخلاقياً لهذا الموقع، ينص على ما يلي:
– إنه موقع مخصص لحماية المعتقدات وعدم الاستهزاء بالدين والرسل والمقدسات الإسلامية.
– إنه يستقبل الجميع بشرط احترام الأخلاق وعدم الإساءة إلى أي شخص مهما كانت ديانته وانتماءه.
وأدى هذا إلى استمرار انضمام المشاركين الجدد إلى موقعنا والمعجبين به يومياً، ويبلغ عدد المشاركين في الموقع اليوم ما لا يقل عن مليون شخص ينتمون إلى 200 دولة في العالم وينطقون بلغاتهم المختلفة.
وهل يكفي عمل الموقع وإطلاقه ليحقق نتائج مرجوة؟
إزاء هذا الإعجاب قررنا أن نطوّر الموقع ليتحوّل إلى موقع اجتماعي، يقدّم جميع ما يريده المسلمون خاصة، ومن يحترم الأديان والرسالات والمقدسات، ويرفض الفتن وغيرها. ويحتوي الموقع اليوم على موقع للشباب، وموقع للنساء، وموقع للأطفال، وموقع للجالية الإسلامية في الغرب، وموقع للرد على الاستفسارات الدينية، وموقع عن القران الكريم والسنة النبوية، ومواقع تبث مباشرة من مكة والمدينة باعتبارهما أهم مقدسات المسلمين.
وبسبب الطلبات الكثيرة التي نتلقاها على موقعنا بتنا نواجه الكثير من التحديات والصعاب بسبب أن موقعنا يعتمد على أنظمة تقنية وفنية تقليدية ومتواضعة، تجعل المشاركة تأخذ ساعات وتجعل التفاعل معنا يحتاج إلى وقت أطول بخلاف مواقع مثل “فيس بوك” و”توتير” التي تعتمد على أنظمة تقنية وفنية ومعلوماتية تجعلهم يضمون المشاركين بسرعة فائقة ويتفاعلون معهم بمنتهى السهولة. ومثل هذه الأنظمة تحتاج إلى إمكانات مالية كبيرة ووسائل حديثة، وبما أن موقعنا كما يقول عمر زهير أسس مند اليوم الأول كموقع غير ربحي وهدفه الرئيس هو أن يتحول إلى صوت للمسلمين في العالم، ومنبر للعالم العربي والإسلامي يتمكن من خلاله الدفاع عن مقدسات المسلمين والدفاع عنهم، ظل يعمل بوسائل متواضعة لكنه بعد أن انضم إلينا مليون شخص، وهناك مئات الآلاف من المعجبين والراغبين في أن يكونوا جزءاً من موقعنا ومنظومتنا الإعلامية، وجدنا أنفسنا في حاجة إلى تطويره ليصبح في مستوى تطلعاتهم.
وهذا يجعلنا نبحث عن من يريد أن يصل هذا الصوت الإسلامي إلى مختلف بقاع الأرض ويتحول إلى منافس رئيسي لفيس بوك، وينافسه في عقر داره ولا يسمح له باستعمال إمكاناته للإساءة إلى الدين والمقدسات.
ونتوقع أنه في حالة وقوف دول العالم الإسلامي والعربي مع موقعmy mfbقلباً وقالباً وراحوا يعتبرونه موقعهم المحافظ على هويتهم وتاريخهم، فقد يتمكنون من خلال دعمه إلى جعله يهدد “فيس بوك” وينافسه، وتوقعاتنا أنه خلال السنوات الخمس القادمة، سيصبح الموقع المنافس الرئيسي له.
لماذا حاجة المسلمين اليوم إلى مثل هذه المواقع؟
إن تجربته بعد تأسيسه موقع التواصل الاجتماعيmy mfbفإن أهميته تكمن في قضايا أمنية وإستراتيجية مهمة جداً. وفي رأيه أن هذا الأمر أدركه الصينيون بعد أن علموا أن المجلس الأمريكي للأمن القومي يحصل على جميع المعلومات الشخصية التي يضعها المشاركون في “فيس بوك” وينضمون إليه، وبات المجلس الأمريكي المتخصص في جمع المعلومات الأمنية يحصل على معلوماته بمنتهى السهولة بعد أن كانت هذه العملية قبل تأسيس “فيس بوك” صعبة للغاية ومنهكة له مادياً ومعنوياً وبدنياً، فمجانية العضوية أو الاشتراك في “فيس بوك” كان وراءها مجانية الحصول على المعلومة بالنسبة إلى الأمريكيين. وحذا حذوهم الإسرائيليون الذين وجدوا في “فيس بوك” ملاذهم وضالتهم، حيث سهل عليهم التعرف على مواقع قادة الانتفاضة الفلسطينية، وساعدهم على معرفة مكان تواجد الفلسطينيين المناهضين لهم. وجرى اغتيال عدد من الفلسطينيين أو القبض عليهم بفضل خدمات “فيس بوك”.
والأمر الأخطر أيضاً، أن الدول الغربية التي أرادت العبث باستقرار الدول العربية والإسلامية وبث الفتن فيها وحتى الاضطرابات وجدت في “فيس بوك” ضالتها. فقد بات موقعهم المفضّل لنشر هذا الفتن والقلاقل والتحريض على الانقلاب ضد دولها ورؤسائها، وليس بشرط أن تكون هذه الدول أو الرؤساء ظالمين، بل باتوا يحرضون على الجميع أكانوا حكام عدل أو ظالمين، والمهم عندهم إثارة “الفيسبوكيين” كما يقولون على حكوماتهم وأنظمتهم ودولهم.
وهل هناك تجارب لمواجهة هذه الأخطار سبقتكم؟
هذا الأمر أدركت حقيقته الصين، وقررت بدل انتظار أن تتعرض لمتاعب أمنية أو سياسية أو يتم التجسس عليها وعلى رعاياها وسكانها وأخذ معلوماتهم الشخصية، القيام بتأسيس “فيس بوك” صيني بحت، لا علاقة له بفيس بوك الأمريكي. وأنشأت موقعاً لفيس بوك صيني وباللغة الصينية ومواصفاته تميزت بأن الموقع اجتماعي يقدم الخدمات نفسها التي يقدمها “فيس بوك” الشهير، لكنه يقطع الطريق على المجلس الأمريكي للأمن القومي من الحصول على معلومات الصينيين الشخصية والتجسس عليهم ومعلومات الدولة الحساسة.
وبعد “فيس بوك” الصيني عجز الأمريكيون عن الحصول على معلوماتهم الاستخبارية. والأمر نفسه في استغلال الموقع لإثارة الفتن وتحريض السكان للتمرد والعنف، حيث بات الموقع تحت سيطرة الحكومة الصينية وتحت رقابتها ولا تسمح بالتالي لأي دعوات للفتن والتحريض على الفوضى وغيرها.
وبهذا تمكنت الصين من إبقاء وسائل التواصل الاجتماعي على قيد الحياة ومن إبقائها تلعب دورها كما تلعبه في الغرب وأمريكا لكنها بنكهة صينية محلية وتحت رقابة محلية وبلغة محلية أيضاً، إلى جانب منع تعريض حياة سكانها لخطر التجسس عليهم والإضرار بهم.
هذا بالإضافة إلى أنها باتت تحصل على الفوائد المالية من هذا لموقع بدل ترك “فيس بوك” الأمريكي يستفيد مالياً، والآن موقع ملت “فيس بوك”my mfbبات يلعب الدور نفسه وإن بإمكانات ذاتية ووسائل متواضعة ودون تدخل أي دولة إسلامية في دعمه ومساعدته. ويرغب في أن يتمكن بدعم المسلمين من حكومات وشعوب أو رجال مخلصين أو رجال أعمال يريدون الفوز في الدنيا والآخرة
وما الفائدة التي ستتحقق من ذلك؟
– منع التجسس على الدول الإسلامية من حكومات وشعوب، وبالتالي قطع الطريق على المجلس الأمريكي للأمن القومي والإسرائيليين من الحصول على معلوماتهم الأمنية والاستخبارية.
– قطع الطريق على دعاة الفتن والقلاقل والأطراف الأجنبية الراغبة في أن يبقى المسلمون متناحرين ومتقاتلين ويعيشون لا استقرار.
– منح المسلمين بدائل في عالم التواصل الاجتماعي لا تختلف عن هذه الوسائل في الغرب، لكنها تكون بنكهة محلية وإسلامية وبلغاتهم المحلية، إلى جانب أنه يتم التحكم فيها والسيطرة عليها ومنعها استخدامها بطرق غير صحيحة.
– الاستفادة من الأموال الضخمة التي تحصل عليها مواقع مثل “فيس بوك” ويستفيد منها المسلمون ويكون أحق بها بدل من أن تذهب إلى اليهود والأطراف الأجنبية.
وبتقوية مثل هذه المواقع الإسلامية التي باتت تنافس أشهر المواقع الاجتماعية في العالم يمكن الحفاظ على قيم المسلمين وأخلاقهم واستقرارهم الاجتماعي وأمنهم السياسي ومنع الإساءة إلى الأديان والرسالات والرسل والمقدسات وغيرها.
تعريف بمؤسس موقعmy mfb:
– عمر زهير مير من مواليد عام1983في لاهور.
– حاصل على دبلوم في الإعلام والقانون والإدارة والاقتصاد وتقنية المعلومات.
– عمل في مؤسسات بريطانية وغربية في مجال المحاماة وغسيل الأموال والكتابة في الصحف والعمل في مواقع للتواصل الاجتماعي قبل أن يقرر العودة للعمل في باكستان والإشراف بنفسه على موقعه.
– أسس في28مايوعام2010l موقع “ملت فيس بوك” الشهير باسم مختصرmy mfb
–بوسائل متواضعة وبإمكانات محدودة حول موقع إلى أحد أشهر المواقع في العالم، لكن قلة الإمكانات جعلته لا يستطيع أن يوصل هذا الصوت إلى مختلف أرجاء العالم كما يصنع نظيره فيس بوك الأمريكي الذي يملك إمكانات تجعله يتواجد في مختلف المواقع التواصل الاجتماعي وفي مختلف مناطق الشبكة العنكبوتية العالمية ويتواجد حتى في الصحف والقنوات وهي عملية تتطلب إمكانات مالية ضخمة.
Adress:www.mymfb.comhttp://www.mymfb.com/