الحمد لله الرحمن، خلق الإنسان علَّمه البيان، والصلاة والسلام على رسول الله؛ سيدنا محمد، المبعوث رحمة للناس كافة للإنس والجان، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
إن القيم للفرد والمؤسسة هي كالماء للأبدان والأغصان، وبقدر ما تكون واضحة لدى المؤسسة وأفرادها، فإن المؤسسة تكون مرشحة للنماء والبقاء والاستمرار، والعكس صحيح بالنسبة للمؤسسة على وجه الخصوص، فتكون معرضة للخسارة والتراجع، وربما الاندثار، إن لم تتسلح بقيم البقاء والنماء والاستمرار، ولا عجب إن رأينا هذه القيم المؤسساتية واضحة مشاهدة متحركة في كتاب الله عز وجل، وفي هدي رسول الله محمد، صلى الله عليه وسلم ، وسُنته، وهدي وسُنة الخلفاء الراشدين من بعده، والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
إن المؤسسة إذا اعتمدت قيمها من هذه المصادر السديدة الرشيدة فلن تضل ولن تشقى، يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «عليكم بسُنَّتي وسُنَّةِ الخلفاءِ الراشدينَ المهديِّينَ بعدي، عضُّوا عليها بالنَّواجذِ» (إسناده صحيح)، وفي رواية: «عليكم بسُنتي وسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيينَ مِنْ بَعْدِي، تَمَسَّكُوا بها، وعَضُّوا عليها بالنَّوَاجِذِ، وإيَّاكُم ومُحْدَثَاتِ الأمورِ؛ فإِنَّ كلَّ بدعةٍ ضلالةٌ»، وقال أيضاً: «إنَّ الشيطانَ قد يَئِسَ أن يُعبَدَ بأرضِكم، ولكن رضِيَ أن يُطاعَ فيما سِوى ذلك مما تُحاقِرون من أعمالِكم، فاحْذَروا، إني قد تركتُ فيكم ما إن اعتصمتُم به فلن تَضِلُّوا أبداً، كتابَ اللهِ وسُنَّةَ نبيِّه» (صحيح مسلم).
ومع بداية الانطلاقة للبدء في رحلة العمل المؤسسي لابد من إكسير النجاح للفرد والمؤسسة؛ وهو الحكمة، وهي تتمثل للمؤسسة في الآتي:
– وضوح الفكرة التي قامت عليها المؤسسة.
– وجود القيادة المؤهلة والمتفرغة والمتحمسة.
– توافر رأس المال الكافي.
– إيجاد سمعة جيدة للمؤسسة.
– قدرة المؤسسة على اتخاذ قراراتها بمفردها.
– جذب عدد كافٍ من العاملين الأكْفاء.
– وجود لوائح وأنظمة عمل.
– وجود خطط وبرامج.
– وجود نظام للرقابة والمتابعة والتقويم المستمر. (سامي تيسير سلمان، ثقافة العمل المؤسسي).
وكل من عمل بجد ونظام فلن يتعثر في العمل المؤسسي؛ لأنه عرف المسار والمنطلق، ودرس رسائل النور، وتعلم من إخوانه وسابقيه حب الخير للناس أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.