آدم أوردج
هذا هو السؤال الذي طرحه 19 شخصية جزائرية من الذين طلبوا بأن تصل رسالتهم إلى الرئيس المريض.
خرجت الحياة السياسية الجزائرية هذا الأسبوع من غيبوبتها، بعد الرسالة التي شاركت في صياغتها 19 شخصية جزائرية، حيث أعربوا فيها عن قلقهم العميق إزاء مستقبل البلاد.. من بين تلك الشخصيات قيادات من الحياة السياسية ومن المجتمع المدني طالبوا بأن تصل الرسالة للرئيس بوتفليقة، مثل الكاتب رشيد بوجدرة، مناضلين في عهد فرنسا مثل مصطفى فتال، وعبدالقادر جرود، ووزيرة الثقافة سابقاً خالدة التومي، والمناضلة زهرة ظريف بيطاط، وزعيم حزب العمال والمرشحة السابقة لرئاسة الجزائر لويزة حنون؛ باختصار القائمة تحتوي عديد الوجوه المعروفة بولائها للنظام الحاكم.
أما عن مقربي عبدالعزيز بوتفليقة، فقد عبر أكثرهم بتملق كبير أن تلك الخطوة تمثل اعتداء مباشراً على شخص رئيس الدولة، حيث قال عمار سعيداني، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني: أولئك الذين يدعون أنهم يريدون إسداء المشورة إلى الرئيس القاطن بنادي الصنوبر، يركبون سياراتهم الفاخرة وسط جوقة من الحراس الشخصيين، حيث كثّف هجماته هذه الأيام على “مجموعة الـ19” كلما سنحت له الفرصة بذلك، ليدخل الفريقان في حرب كلامية حادة.
لكن لماذا يُظهر موالو الرئيس كل هذا الحزم؟ لسبب بسيط وأن الرسالة تدينهم مباشرة، فبالإضافة للقلق الذي تحمله الرسالة حول صحة بوتفليقة، فهي تتضمن قلقاً حول السيادة الوطنية وفشل مؤسسات الدولة في إدارة البلاد، وحول خطورة الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وحول سيطرة أيادٍ غامضة وغير قانونية وغير شرعية على المؤسسات القانونية، حيث صرح كل من رشيد بوجدرة، وخالدة التومي بوضوح أن علي حداد، رجل الأعمال النافذ، له تأثير كبير على القرار السياسي، حيث قالت خالدة التومي، وزيرة الثقافة سابقاً، في حوار تلفزيوني: هو شخصية مهنية، ما دخله بالسياسة؟ هذا ليس جيداً للجزائر والجزائريين.
ما يقع خلف الكواليس أن المقربين من بوتفليقة قد وجدوا المُذنب؛ وهو الجنرال توفيق، رئيس جهاز المخابرات سابقاً، والذي أحيل على التقاعد الوجوبي في منتصف سبتمبر، حيث قال أحد مستشاري زرالدة؛ المقر الطبي للرئاسة: يحاول توفيق الضغط علينا ومقايضتنا، ويرجع سبب هذا التصريح لوجود توقيعات في الرسالة تحمل بصمة موالين للجنرال توفيق، حيث أضاف نفس المصدر قائلاً: فهو من يحمي لويزة حنون، وخالدة التومي، أما بالنسبة لمحمد لمقامي، السفير السابق، الكل يعرف أنه ينحدر من وزارة التسليح والعلاقات العامة الذي أصبح الآن جهاز المخابرات، كما قد صرح إطار في الدولة بقوله: إنه حتى ولو لم نكن مقتنعين بأن الجنرال توفيق يقف وراء هذه الرسالة لكننا نُقر بأنه الحاضن لهذه العملية بسبب مواقفه المعارضة للعهدة الرابعة لبوتفليقة، وذلك لسيطرته على مرافقيه في قراراتهم.
الرابط:http://premium.lefigaro.fr/international/2015/11/09/01003-20151109ARTFIG00236-bouteflika-gouverne-t-il-encore-l-algerie.php