اهتزت العاصمة الفرنسية باريس بـ7 تفجيرات متزامنة، أودت بحياة قرابة 140 شخصا وجرح آخرين، حولت عاصمة النور إلى ظلام؟ فمن هجوم لمسلح على واجهة مقهى، واقتحام لمسرح الباتكلان، وتفجيران قرب ملعب فرنسا الدولي، وثلاثة تفجيرات في مناطق متفرقة، من يفجر فرنسا؟ ومن المستفيد؟ ولماذا الآن؟ وكيف سيكون القرار الفرنسي من بعض القضايا والملفات الدولية؟ من يُطفئ عاصمة النور؟
وبالرغم من كونها كارثة إنسانية للمجتمع الفرنسي، إلا أن هناك من يستغلها مثل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي قال فرنسا بدأت تشعر مما نعانيه منذ سنوات من حركة حماس، وتعليق بشار الأسد عن الحادثة بقوله فرنسا بدأت تعرف الآن ما نعيشه في سوريا منذ 5 سنوات.
ليبيا وسوريا
تفجيرات فرنسا الأخيرة قد تُحدد مستقبل بعض الملفات الهامة كالملف السوري والليبي في فيينا وجنيف، هذا على الشأن الخارجي، أما على الوضع الداخلي فمسلمو فرنسا هم من يدفعون الثمن.
المراقبون اتفقوا بشأن المستفيد من هجوم باريس، وأكدوا بأن الوضع سيزداد صعوبة بالنسبة لقرابة 5 ملايين مسلم.
مسلمو فرنسا
وتابع: مسلمو فرنسا يواجهون اعتداءات من قبل بعض الفرنسيين المتطرفين، وأعتقد أن التصعيد ضد المسلمين سيزداد بعد تفجيرات باريس.
في حين قال الإعلامي السوري، فيصل القاسم، إن الرئيس السوري بشار الأسد وإيران ورسيا يقفون وراء “هجمات باريس”.
وأضاف “القاسم” فى عدة تغريدات له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” : “بشار الاسد هدد بإحراق المنطقة إذا تعرض نظامه للخطر. يبدو أنه الآن يفكر بإحراق العالم. هل تذكرون تهديدات أحمد حسون مفتي بشار قبل سنوات لأوروبا”.
وتابع “أعمال إرهابية من العيار الثقيل متتابعة ومتلاحقة. وهذا ليس صدفة. تفجير الطائرة الروسية. تفجيرات بيروت. هجمات فرنسا. من الفاعل (الكبير الحقيقي)؟”.
واختتم الإعلامي السوري تغريداته بـ “لاحظوا توقيت العمليات الإرهابية في بيروت وباريس. قبل مؤتمر فيينا الخاص بسوريا مباشرة. فتش عن المستفيد. بشار وروسيا وإيران يفركون أيديهم فرحا”.
أما الكاتب والمسؤول في معهد العالم العربي، المعطي قبال، قال في تصريحات صحفية، لسنا بمعزل عن الحرب. كانت هذه الأخيرة مادة إعلامية ومجموعة من الصور لكننا اليوم نوجد في قلبها. العرب والمسلمين في فرنسا يشعرون بالآلم والخوف بحكم أن الآنظار ستتجه لهم مرة أخرى وبحكم آن التيارات اليمينية المتطرفة ستركب على الموجة للمطالبة بإعلاق الحدود وطرد المزيد من العرب والمسلمين.
وتعد فرنسا من أكثر الدول الأوربية التي يعيش على أراضيها، حيث يعيش بها قرابة 5 ملايين مسلم غالبيتهم من دول شمال أفريقيا.
اعتداءات على المسلمين
في السياق، أشار المرصد الوطني لمناهضة الإسلاموفوبيا، في فرنسا، إلى ارتفاع نسبة الاعتداءات والتهديدات تجاه المسلمين، في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، ثلاثة أضعاف مقارنةً بالعام الماضي.
وأفاد المرصد، في بيان، أن الاعتداءات التي طالت المسلمين في فرنسا العام الماضي، بلغ 110، و أن هذا الرقم ارتفع إلى 330 اعتداء سجلت خلال الأشهر الأولى لهذا العام.
وأعلنت وكالة الأنباء الفرنسية، أن عدد ضحايا الهجمات الإرهابية الأربعة في العاصمة الفرنسية تجاوز 127، فيما وثقه البعض بالـ 140، في حين وصف حالة 60 شخصا آخرين بـ”الحرجة جداً”.
وبلغ عدد القتلى في مسرح لوباتاكلان وحده قرابة المئة، فيما أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في خطاب عاجل حالة الطوارئ القصوى في مجموع التراب الفرنسي لاحتواء هجوم إرهابي غير مسبوق استهدف بشكل منظم مواقع عدة في باريس. وذكر بيان للإليزيه أنه تم نشر 1500 جندي إضافي في باريس بعد وقوع الاعتداءات.
كما استهدف هجومان آخران انتحاريان على الأرجح محيط ملعب فرنسا، حيث كانت تجري مباراة ودية في كرة القدم بين منتخبي فرنسا وألمانيا حضرها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، واستهدف هجوم آخر مطعما في الدائرة العاشرة.
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن فرنسا تتعرض لهجوم غير مسبوق و”هناك عشرات القتلى والجرحى” ودعا الفرنسيين إلى “التحلي بالهدوء وضبط النفس”.
وأشار إلى أن حالة الطوارئ تعني إغلاق الحدود وانتشار قوات الجيش في المدن للتصدي لأي اعتداءات محتملة أخرى.