قلبَ الشاب الفلسطيني مصباح أبو صبيح جميع المعايير صباح يوم الأحد 9 أكتوبر في مدينة القدس المحتلة.
أبو صبيح فوق الأربعين عاماً، متزوج، لديه أولاد، وضعه المادي مقبول، ناشط شعبياً، اعتقل عدة مرات لما مجموعه 39 شهراً، لكنه سئم من كثرة الاعتداءات “الإسرائيلية” على المسجد الأقصى المبارك.
مصباح أبو صبيح كان من المدافعين عن المسجد الأقصى، ومن المرابطين الدائمين، أصدر الاحتلال “الإسرائيلي” قرارات بمنعه من دخول المسجد الأقصى، وأبعد عدة مرات عن القدس الشرقية بكاملها.
مصباح أبو صبيح أراد هذه المرة أن يقلب الصورة، ودَّع أهله بطريقة خاصة، ونشر عبر صفحته على “الفيسبوك” مواقف وصوراً تثبت حبه للمسجد الأقصى، وهاجم الاحتلال مرتين، فقتل منهم اثنين وأصاب ستة.
عملية أبو صبيح البطولية أكدت التالي:
1- استمرار انتفاضة القدس بكل أشكالها، وها هي تدخل عامها الثاني بفاعلية وبقوة، وعبر عملية عسكرية في قلب القدس.
2- أن الفلسطينيين مستمرون في معركة الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، وأن قرارهم بالتصدي للتقسيم المكاني والزماني هو قرار فاعل.
3- أن كثرة ملاحقة الإنسان الفلسطيني واعتقاله وطرده ليست مانعاً يحول دون قيامه بمقاومة الاحتلال، وحتى بتنفيذ عملية عسكرية.
4- إن العملية أكدت المخاوف “الإسرائيلية” من انتفاضة القدس، والحذر “الإسرائيلي” من تصاعدها، وهو ما يحمل الاحتلال على التشدد في ترهيب الفلسطينيين وتنفيذ مناورات لكبح الانتفاضة.
5- إن حجم التأييد الشعبي الفلسطيني للعملية والاحتفاء بها داخل فلسطين وخارجها يؤكد التفاف الشعب الفلسطيني حول المقاومة والقدس والأقصى.
مرة جديدة، يقلب الفلسطينيون المعادلة، ويضربون الاحتلال في عمقه، وهذه المرة من القدس، حيث لا توجد سلطة فلسطينية تقمع الفلسطينيين وتنسق أمنياً مع الاحتلال.
مصباح أبو صبيح، يسجل له اختراع جديد: بدل أن تذهب وتسلم نفسك للاحتلال، اضرب الاحتلال في العمق، واجعلهم يتألمون، وافرض عليهم الخوف والرعب.
قال أبو صبيح: إنه ذاهب ليقبل أرض المسجد الأقصى بطريقته الخاصة، وأوصى بالسلام على الأقصى دائماً.
وصيته وصلت.